المصدر / وكالات
يمانيون ../
تأكيداتٌ جديدةٌ، تضافُ إلَـى قائمة طويلة من مؤشِّـرات الدور الرئيسي لأَمريكا في العدوان الغاشم على اليمن وأن السعودية لم تكن إلا قفاز تم استخدامُه لهذه الحرب القذرة بواسطة العم سام، وهذه المرة على لسان الناطق الرسمي لأنصار الله، الذي كشف معلوماتٍ لأول مرة في لقائه الأخير مع قناة المسيرة مطلع الأسبوع الجاري، وقال عبدالسلام بأن السعودية غيرُ قادرة على شن الحرب أَوْ إيْقَـافها إلا بالضوء الأخضر الأَمريكي، مؤكداً في الوقت نفسه أَن السفير الأَمريكي هو من أفشل المشاوراتِ الأخيرة في جنيف، رغم أن الأُمَمَ المتحدة كانت تريد التمديدَ، مستخدماً حججاً واهية كأعياد الميلاد، وجاء التدخل الأَمريكي السافر لإطالة أمد العدوان رغم قبول سويسري على تمديد الجولة وقبول من الطرف الآخر حسب تصريحات الناطق.
كما أكد عبدالسلام أَن السفير الأَمريكي هو مَن يُديرُ الحربَ سياسياً وعسكرياً، وأن الأَمريكي هو من يقتل الشعب اليمني، وهم موجودون في غرف العمليات، والقنابل المستخدمة في العدوان أَمريكية، وطائرات بدون طيار التي تجوبُ سماء اليمن أَمريكية، والسعودية غيرُ قادرة على حرب بدون الضوء الأخضر من أَمريكا، والحرب لن تتوقفَ إلا إذا اقتنعت أَمريكا بإيْقَـافها.
وَقال عبدالسلام إن الحرب أُعلنت من واشنطن ولن تتوقف إلا من واشنطن كما يعرف الجميع، وقد يكون كُلّ ما سبق قد تم كشفُه من قبل أَوْ الاشارة إليه، ولكن الجديد الذي كشفَه عبدالسلام في هذا اللقاء أن تسليمَ عدد من المعتقلين الأَمريكان الذي كانوا في اليمن لم يكُن من قبيل الصدفة، بل كان مقابلَ رفع المعاناة عن الشعب اليمني ومعالجة الكثير من الجرحى اليمنيين، وقابل هذه الخطوة خطوات استفاد منها الشعبُ اليمني اقتصادياً، حيث تم السماحُ لإدخال الكثير من السفن التجارية إلَـى الموانئ اليمنية، حسب عبدالسلام.
وهنا نتوقف لنقول: كيف يكون الإفراج عن أَمريكي سبباً لرفعٍ جُزئي أَوْ مؤقتٍ للحصار والسماح بعلاج جرحى من أَبْنْــاء الشعب اليمني لو لم يكن هذا العدوان أَمريكياً؟ وقرار وقفه أَمريكي في المقام الأول؟، فلم تقدم السعودية مثل هكذا تسهيلات مقابل الإفراج عن أسراها وهم كُثْرٌ وسبق أَن بثّت قناة المسيرة مقاطع لعدد منهم، إلا أَن الأَمريكان عندما رغبوا في إطلاق أسير أَمريكي تحركوا عاجلاً وسمحوا بدخول كميات من المشتقات النفطية إلَـى اليمن مقابل حرية أسيرهم، وهو ما يقطع أي شك في مسؤولية أَمريكا المباشرة في هذا العدوان باليقين وأن الحصار المفروض على اليمن أَمريكي في المقام الأول وقرار رفعه لا تمتلكه السعودية أَوْ غيرها وإلا لكانت استخدمه من أَجل أسراها.
وفي مؤشر آخر على العدوان الأَمريكي السافر على اليمن أشار عبدالسلام بأن أَمريكا أبلغت وفدَ المكونات الوطنية خلال رحلة سابقة باتجاه مسقط بأن الرحلة آمنة؛ كون الأَمريكي في غُرَف العمليات، مؤكدين أنهم يتولّون الإشرافَ على الجو، في تهميش واضح لأية سلطة حقيقية للنظام السعودي رغم تحمُّله أعباء ومسؤوليات هذا العدوان وفواتير تكاليفه التي تذهب إلَـى خزانة السلاح الأَمريكي، إلا أنه لا يمتلك ربعَ هذه الصلاحيات في تأمين رحلة أَوْ إدخال شحنة وقود إلَـى اليمن، والغريبُ أنه رغم كُلِّ الأموال التي ينفقُها آلُ سعود في سبيل إنفاذ المشروعِ الأَمريكي في المنطقة إلا أَن أَمريكا لا تدّخِرُ جُهداً لتبرهن للعالم بأن آلَ سعود دورهم يقتصر على التنفيذ فقط وتلقي الأوامر في حين أَن أيَّ حوار قد يُفضي لوقف عدوان على اليمن يتحكمُ به سفيرُ أَمريكا، وأي قرار لإدخال شحنة نفط أَوْ السماح لجرحى بالسفر للعلاج لن يتمَّ إلا بموافقة الأَمريكي وحده، دون أيِّ اعتبار لمنظر النظام السعودي الذي بات اليوم في عَينِ الجميع دُميةً تُحَرّكُ خُيُوطَهَا الإِدَارَةُ الأَمريكية.
وإذا كان هناك مَن يقول بأن أيَّةَ مفاوضات مع مرتزقة العدوان وخَونة الأوطان هو ضرب من تضييع الوقت؛ كونهم لا يمتلكون قرارَ وقف الحرب أَوْ انطلاقها، فإن هذه المواصفات تنطبق بالمثل على النظام السعودي الذي أثبتت وتثبت الوقائع مرة بعد الأخرى أنه ليس أكثر من مقاولٍ يعمَلُ ضمن أوامر الإدَارَة الأَمريكية التي تمثل مصدرَ العدوان الأَسَـاسي ومكان انطلاقة وصاحبة قرار إيْقَـافه دون غيرها مهما حاولوا لعبَ أدوار أَكْبَـر من حجمهم الطبيعي، ولكن وعي اليمني اليوم وصموده طوال عشرة أَشهر يجبُ أَن يكونَ قد أوصَلَ رسالةً واضحةً للأَمريكي بأن طريقَه في اليمن مهما زادت وحشيتُه ودمويتُه غيرَ سالك وعبور مشروعه على أرضها غير وارد كما صدَحَ بها قائدُ الثورة اليمنية!.