المصدر / وكالات - هيا
قال رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مارك غرين، إن واشنطن تدعم شعب جنوب السودان لكن الموقف تدهور إلى الحد الذي يستدعي إعادة نظر جادة في السياسة الأمريكية.
وفي لقائه مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في العاصمة جوبا قال غرين: "بعد أربعة أعوام من الحرب الأهلية التي شهدت هجمات وحشية على مدنيين فإن الولايات المتحدة تراجع الدعم الذي تقدمه لهذا البلد الأفريقي"، داعيا كير لأن يأخذ على محل الجد جولة محادثات إقليمية جديدة بشأن السلام ودعاه إلى وقف فوري لإطلاق النار.
من جانبه لم يتفق كير مع التقييم الأمريكي للوضع في بلاده، ونفى أن تكون قوات الحكومة وراء العنف، وقال إن وقف إطلاق النار من جانب واحد ما زال ساريا منذ مايو الماضي.
وبحسب المراقبين فإن الهدف من وراء زيارة المسؤول الأمريكي لجوبا هو نقل رسالة صريحة من واشنطن وسط مخاوف بشأن وقوع أعمال وحشية وتفاقم الاضطرابات وانعدام القانون ومعاملة وكالات المساعدات، كما تدل على أن إدارة ترامب تعيد النظر في دعم كير الذي وصل إلى السلطة بدعم واشنطن عندما انفصل جنوب السودان الغني بالنفط عن السودان في عام 2011 بعد عقود من الصراع.
وشهد الصراع جرائم بشعة ضد مدنيين من ذبح واغتصاب واسع النطاق، وقسمت الميليشيات العرقية البلد إلى أقاليم متصارعة، وفر نحو 4 ملايين شخص أي ثلث السكان تقريبا من منازلهم مما أوجد أكبر أزمة لاجئين في القارة منذ جرائم الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994. وفي العام الماضي انتقل القتال إلى الإقليم الاستوائي وهو سلة الخبز في جنوب السودان ما تسبب في حدوث مجاعة لفترة ببعض مناطق البلاد مطلع العام الجاري.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الإنسانية الضخمة التي تشرف على تقديمها الأمم المتحدة لجنوب السودان. وأنفقت واشنطن نحو 518 مليون دولار في العام الجاري على جنوب السودان، كما أنفقت 2.7 مليار دولار منذ العام 2013.