المصدر / وكالات - هيا
لفتت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية، إلى أنّ "المواجهة بين الدول الأربع المقاطعة لقطر والدوحة، لا يبدو أنّ لها بوادر انفراج"، مشيرةً إلى أنّ "الجميع خاسرون في هذه الأزمة، وكلّ الجهات تتمسّك بمواقفها، وهو الأمر الّذي يخدم مصالح إيران في نهاية الأمر".
هكذا علًق الكاتب سيمون هندرسون، في مقال تحليلي للصحيفة الأمريكية اليوم السبت، مشيرًا إلى أن الجميع خاسرون في هذه الأزمة.
وأضاف "هندرسون" أنه وبعد الجولة التي قام بها الأسبوع الماضي بين لندن والبحرين وأبو ظبي ودبي، لمس أن لا بوادر حل للخلاف الدبلوماسي بين قطر من جهة والسعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة أخرى، وفقًا لـ"سبوتنيك".
وأشار إلى أن كل الاطراف تتمسك بمواقفها، وهو الأمر الذي يخدم مصالح إيران في نهاية الأمر.
ولفت المحلل السياسي إلى التضارب الذي يعتري الإدارة الأمريكية، فبينما عمل وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون من أجل إنجاح عملية الوساطة، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منحازا إلى المملكة العربية السعودية والإمارات، مشيرًا إلى أن ترامب أصيب بالإحباط بعد محاولته تنظيم مكالمة هاتفية بين بن سلمان وتميم بن حمد آل ثاني، حيث أدت تلك الخطوة إلى المزيد من القطيعة وتبادل الاتهامات.
وأكد أن المعركة الرئيسية بين الطرفين تتمركز في مجال العلاقات العامة، حيث ينفق الطرفان ملايين الدولارات من أجل كسب المساندة والتعاطف الدوليين.
ونوه إلى أن الخطابات العدائية بين الأطراف ليست واضحة على أرض الواقع كما هو الحال على الشاشات أو في الصحف، موضحًا أنه خلال توجهه من المنامة إلى أبو ظبي على متن شركة طيران بحرينية، شاهد على الشاشة خط سير الرحلة وهو يعرض كيف مرت الطائرة فوق شمالي قطر.
وكشف "هندرسون" أنه بعد أيام قليلة من زيارة ترامب إلى المنطقة بدأ كلا الجانبان في الاستعداد إلى خوض هذا الصراع، وقبل موعد انطلاق الأزمة بأسابيع.
ويشير المحلل السياسي إلى أن انتهاء الأزمة متوقف بشكل أساسي على حجم الضرر الواقع على الأطراف جراء تمسكها بمواقفها.
إذ تواجه قطر على سبيل المثال موقفا حساسا بشأن الاستعداد لاستضافة تصفيات كأس العالم 2022، وفي ظل الحصار المفروض تعطلت عملية استيراد مواد وتجهيزات البناء، كما لا يزال هناك نقص في معض مواد الغذاء والحاجيات الأساسية، بحسب الكاتب.
يذكر أن منطقة الخليج تشهد توترًا كبيرًا على خلفية إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في الخامس من مايو، عن قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع قطر ووقف الحركة البحرية والبرية والجوية مع هذه البلاد، حيث اتهمت هذه الدول السلطات القطرية بدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة، إلا أن قطر نفت هذه الاتهامات، مؤكدة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".