المصدر / وكالات - هيا
هناك نسختان من لوحة مهمة لرسام فرنسا الأشهر، بيار أوغست رينوار، الموصوف بأحد رواد الرسم الانطباعي، وقيمتها "مليونية" الدولارات بالتأكيد: واحدة حقيقية بريشته فعلا، ومعلقة منذ 1933 على جدار Art Institute of Chicago العريق. أما الثانية، فظهرت على جدار بشقة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مبنى Trump Tower بنيويورك، وثمنها ربما حفنة دولارات "مؤية" لأنها مزورة، فيما يقول ترمب العكس.
اللوحة على جدار في المتحف بشيكاغو، وعلى آخر في شقة ترمب بنيويورك
اللوحة التي سماها رينوار Soeurs Les Deux أو "الشقيقتان" حين أنهاها في منتصف 1881 ببارس، وفقا لما طالعت "العربية.نت" في سيرتها، اشتراها مقتن باريسي للأعمال الفنية بمبلغ 1500 فرنك فرنسي، وأضاف كلمتي Sur La Terrasse أو "على الشرفة" إلى اسمها، ثم اشترتها في 1925 مقتنية أميركية للوحات بمبلغ 100 ألف دولار، كبير جدا ذلك الوقت، وعند وفاتها في 1932 ذهبت "تقدمة" منها الى "معهد شيكاغو للفنون" فعلقها بعد عام على جدار فيه.
"لم يرسم نسخة عن لوحته أبدا"
إلا أن خبرا ورد عن اللوحة أمس في صحيفة Chicago Tribune الأميركية، وتناقلته عنها وسائل إعلام محلية ودولية، يشير إلى أن ترمب أكد أكثر من مرة لسائليه عنها، بأنها أصلية وشرعية بريشة رينوار وحقيقية، بينما يؤكد الوارد بالصحيفة أنها غير ذلك تماما، وهو ما نجده بفيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، نقلا عن قناة Inside Edition اليوتيوبية، يلخص خبر الصحيفة المشير إلى أن الحقيقية هي في المتحف، وأن ترمب قد يكون على دراية بعدم أصلية لوحته، أو ربما اشتراها مزورة من دون أن يدري.
في قسم من الفيديو، مستمد من مقابلة أجراها برنامج 60 Minutes مع ترمب، وظهرت على شاشة محطة CBS التلفزيونية الأميركية في نوفمبر الماضي، نجد "الشقيقتان على الشرفة" معلقة على جدار شقته في نيويورك، ونجدها في الوقت نفسه معلقة مع غيرها على جدار في "معهد شيكاغو للفنون" المؤكدة متحدثة باسمه، هي Amanda Hicks أن رينوار "لم يرسم نسخة عن لوحته أبدا" وفق تعبيرها.
شهادة من كاتب سيرة ترمب نفسه
وهناك شهادة ممن أمضى طفولة العمر وشبابه في شيكاغو، مقر المتحف المالك للوحة الأصلية، والذي رآها فيه مرات عدة، وهو Tim O’Brien المعروف بأنه كاتب سيرة ترمب نفسه، فقد ذكر مرة لمجلة Vanity Fair الأميركية، بأنه دخل في تحد مع ترمب حين رأى اللوحة معلقة قبل سنوات داخل طائرة خاصة كان يملكها ترمب، ثم باعها "ونقل اللوحة إلى شقته بنيويورك" وهو ما يشير إلى أنه مؤمن بأصليتها، ولو اشتراها كنسخة لما أبقى عليها معه.
تيم أوبراين يقول إنه رأى اللوحة مرارا في المتحف، لكن ترمب أخبره أن لوحته هي الأصلية
ذكر تيم أوبراين للمجلة أن ترمب أخبره في الطائرة بأن اللوحة أصلية حين سأله عنها، فرد بأنه يعرفها جيدا، ويعلم بوجود نسختها الأصلية في المتحف بشيكاغو، إلا أن ترمب أصرّ على زعمه، لذلك عبر أوبراين عن اعتقاده للصحيفة بأن ترمب "لا يزال يقول لزائريه في الشقة إنها حقيقية، حقيقية، مرددا القصة نفسها في كل مرة" كما قال.