المصدر / وكالات - هيا
قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الثلاثاء، إن باكستان مهمة على المستوى الإقليمي من أجل تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في توفير السلام والأمن والفرص لإقامة علاقات اقتصادية أكبر.
جاء ذلك خلال زيارة تيلرسون للعاصمة الباكستانية إسلام آباد هي الأولى له منذ توليه منصبه استغرقت ساعات، حيث عقد محادثات مع كبار المسؤولين الباكستانيين أبرزهم رئيس الوزراء شاهد عباسي، ووزير الخارجية خواجه محمد آصف، وقائد الجيش الفريق أول قمر جاويد باجوه.
وجدد رئيس الوزراء الباكستاني شاهد خاقان عباسي خلال المحادثات التزام بلاده بالحرب على الإرهاب، مؤكدا على أن بلاده قد "حققت نتائج" في حربها ضد المسلحين في المنطقة، وأشار عباسي إلى أن بلاده تتطلع للمضي قدما لبناء علاقة موسعة مع الولايات المتحدة، مضيفا أن الولايات المتحدة يمكنها أن تطمئن إلى باكستان كشريك استراتيجي في الحرب ضد الإرهاب.
وذكر بيان صادر عن السفارة الأميركية في إسلام آباد أن تيلرسون كرر رسالة الرئيس دونالد ترمب لباكستان بضرورة تكثيف جهودها للقضاء على المسلحين والإرهابيين "الذين يعملون على الأراضي الباكستانية".
وأضاف بيان السفارة الأميركية أنه ومن أجل معالجة هذه المخاوف فقد أوجز وزير الخارجية استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة لجنوب آسيا، والدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه باكستان بالعمل مع الولايات المتحدة وغيرها لتسهيل عملية سلام في أفغانستان يمكنها أن تحقق السلام والأمن في المنطقة.
كما أشار الوزير تيلرسون إلى أن باكستان والولايات المتحدة تجمعهما مصالح مشتركة في إقامة أفغانستان مستقرة ومسالمة، وهزيمة تنظيم داعش في جنوب آسيا، والقضاء على الجماعات الإرهابية التي تهدد كلا البلدين.
وتابع بيان السفارة الأميركية أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أعرب خلال كافة لقاءاته مع المسؤولين الباكستانيين عن تقديره لتضحيات باكستان في الحرب ضد الإرهاب، وامتنانه للحكومة والجيش الباكستاني لتعاونهما في إطلاق سراح عائلة بويل- كولمان من الأسر.
وكان تيلرسون قد صرح من العاصمة الأفغانية كابل أن سياسة واشنطن تجاه إسلام آباد ستعتمد على ما ستتخذه إسلام آباد من إجراءات تعتبر ضرورية من وجهة نظر الإدارة الأميركية.
وحث تيلرسون إسلام آباد على تبني موقف واضح واتخاذ الإجراءات اللازمة لدفع عملية المصالحة الأفغانية من أجل مستقبل أفضل لها ولأفغانستان، محذرا في الوقت نفسه إسلام آباد من عواقب عدم الاستجابة للمطالب الأميركية.
إسلام آباد: لا ملاذات آمنة للإرهاب
وتنفي إسلام آباد وجود أي ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية على أراضيها، وتؤكد على أن قواتها شنت عمليات عسكرية دون تمييز ضد كافة الجماعات المسلحة على أرضها، وحققت نجاحات وقدمت تضحيات جمة في الحرب على الإرهاب.
وأبدى مسؤولون باكستانيون تحفظات بشأن ما اعتبروه تقليل الإدارة الأميركية الحالية من حجم تضحيات بلادهم في الحرب ضد الإرهاب، ومنح الهند دورا أكبر في أفغانستان ضمن السياسة الأميركية الجديدة.
وجددت إسلام آباد موقفها الداعم للوصول إلى تسوية سياسية تفاوضية وبقيادة أفغانية، والتزامها بمشاركة بناءة في كافة الآليات الإقليمية والثنائية الرامية للتوصل إلى حل سلمي للصراع الأفغاني.
وكانت العلاقات الباكستانية الأميركية شهدت فتورا على ضوء خطاب الرئيس ترمب أغسطس الماضي حول استراتيجية إدارته في جنوب آسيا والتي اتهم فيها باكستان بإيواء جماعات إرهابية، وتلويح مسؤولين أميركيين بإمكانية تخفيض المساعدات العسكرية، وفرض عقوبات على شخصيات باكستانية، وربما فقدانها صفة حليف رئيسي لحلف الناتو إن استمرت في دعم جماعات مسلحة في أفغانستان.
لكن علاقات البلدين شهدت تحسنا على إثر تبادل زيارات المسؤولين في البلدين، إضافة إلى التنسيق في عملية تحرير رهائن غربيين خلال الشهر الجاري، واستهداف القوات الأميركية والأفغانية مواقع لمسلحين مناوئين لإسلام آباد في عمليات برية وضربات لطائرات مسيرة في ولايتي خوست وباكتيا الأفغانيتين المحاذيتين لباكستان.
وتأتي زيارة وزير الخارجية تيلرسون لإسلام آباد قبل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس شهر ديسمبر المقبل، وكان ماتيس صرح أن بلاده ستحاول العمل مرة أخرى واحدة مع باكستان بشأن أفغانستان قبل اللجوء إلى خطوات عقابية، وترفض إسلام آباد بشدة تحميلها مسؤولية الفشل في أفغانستان، وتبدي استعدادا للتعاون مع واشنطن لحل الصراع الأفغاني والتصدي للجماعات الإرهابية دون إملاءات أو شروط.