المصدر / وكالات
هاجمت منظمة هيومن رايتس ووتش المملكة العربية السعودية إزاء الحرب التي تقودها على اليمن، مدعية أن السعودية تحاول خداع العالم، ولم تعمل على تسهيل الظروف الانسانية في اليمن، فقالت في مقال نشر على موقعها الالكتروني إن السعودية "حاولت اليوم إقناع الجميع بأن التغييرات التي أدخلتها على الحصار الشامل على مرافئ اليمن الأرضية والجوية والبحرية هو تقدم إنساني ملموس. هذا ليس صحيحا"!
ويأتي ذلك ردا على أقوال مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، الذي قال إن "التحالف سيسمح للمرافئ التي تقع تحت سيطرة التحالف والحكومة بالعمل – على سبيل المثال في عدن، ثاني أكبر مدينة. وأن التحالف سيبقي المرافئ في المناطق تحت سيطرة قوات الحوثيين- صالح، مثل مرفأ الحديدة ومطار صنعاء، مغلقة حتى يتخذ التحالف الخطوات اللازمة لتجنب دخول الأسلحة إلى البلاد".
وكان قد أعلنت السعودية يوم أمس الاثنين في بيان "أن تحالف دعم الشرعية سيعيد فتح جميع الموانئ في المناطق التي تسيطر عليها حكومة اليمن الشرعية خلال الـ 24 ساعة المقبلة". وأضافت البعثة في بيانها أن "التحالف- بالتشاور الكامل والاتفاق مع حكومة اليمن- يقوم باتخاذ خطوات تتعلق ببدء عملية إعادة فتح المطارات والموانئ في اليمن للسماح بالنقل الآمن للعمل الإنساني والشحنات الإنسانية والتجارية".
وتؤكد المنظمة الدولية المعنية بحقوق الانسان أنه بموجب قوانين الحرب، "يستطيع التحالف منع وصول الأسلحة إلى خصمه، قوات الحوثي-صالح، لكن عليه السماح بدخول المساعدات الإنسانية وعدم استعمال التجويع كسلاح حرب. انتهك الحصار الشامل هذه الالتزامات القانونية، كما انتهكها الحصار الجديد الذي قيل إنه مخفف: الحكومة السعودية تسعى للحصول على الثناء العالمي لرفع الحصار عن حلفائها".
ويعتمد اليمن الذي يعاني مجاعة خطيرة وأزمة انسانية خطيرة وقد شهد تفشي أوبئة كالكوليرا (أسوأ انتشار للمرض على مستوى العالم) بسبب تردي الاوضاع المعيشية والانسانية في اليمن، هذا اضافة الى اعتماد الغالبية العظمى من السكان على المساعدات.
وتشكل المأكولات والأدوية والوقود المستورد، نحو 80% من التجارية والمساعدات الانسانية، وتصل عبر مرفئيّ الحديدة والصليف، اللذين تبقيهما السعودية مغلقين. أما المرافئ الأخرى، مثل عدن، فهي مهمة ويجب إبقاؤها مفتوحة بحسب هيومن رايت ووتش، لكن "ما من مرفأ، بما في ذلك مرفأ عدن، لديه القدرة على استيعاب مئات آلاف الأطنان الضرورية لتلبية احتياجات الشعب اليمن، أو لتغذية مستشفياته".
ويشير تقرير المنظمة الى أن التحالف اغلق مطار صنعاء الدولي العام الماضي، ولا يزال مغلقا مذ ذاك الحين، موضحة أنه "في حال حصل الشيء نفسه لمرفأ الحديدة، ستزيد معاناة الشعب اليمني. وقد يموت الكثيرون".
وأفادت مسؤولة في المنظمة أنه "قبل أن تحاصر السعودية اليمن حصارا شاملا جوا وبحرا وأرضا الأسبوع الماضي، كانت الأمم المتحدة تقرع ناقوس الخطر، داعية الجميع إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل. هذا هو الحد الأدنى - التقيد بقوانين الحرب، وبذل جميع الأطراف الجهود لضمان دخول المساعدات ووصولها إلى أكثر من يحتاج إليها. الحد الأدنى ليس ما يبدو أن السعودية تقترحه – السماح للمساعدات بالوصول إلى المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها حلفاؤك لكن ليس أولئك تحت سيطرة عدوك".
وحذرت المنظمة من وفاة المزيد من المدنيين العزل والأبرياء في ظل تفشي الأوضاع السيئة في اليمن، داعية أفراد مجلس الأمن الدولي لوقف هذه الأزمة ووضع حد للحرب على اليمن.
وكانت السعودية التي تقود التحالف العربي "لدعم الشرعية في اليمن"، قد أعلنت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إغلاقا مؤقتا لكافة الموانئ والمطارات اليمنية وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وتعتبر الأمم المتحدة أزمة اليمن الازمة الانسانية الأولى في العالم مع وجود 7 ملايين انسان عند حد المجاعة ووباء الكوليرا الذي تسبب بوفاة أكثر من الفي شخص. وقتل أكثر من 8650 شخصا في الأزمة وجرح حوالي 58600 شخص معظمهم من المدنيين، بحسب منظمة الصحة العالمية.