المصدر / وكالات
في فبراير الماضي، بعد شهر تقريباً من تسلم ترمب لمهامه الرئاسية، قام "الموساد" الإسرائيلي بعملية سرية في قلب البادية القريبة من مدينة "الرقة" بالشمال السوري، واسترق السمع وتنصت من قريب على ما زوده به عميل زرعه في "داعش" وأدى إلى إلمام الجهاز الاستخباراتي الإسرائيلي بأحد أخطر ما كان يعد له التنظيم المتطرف ويشغل البال: تفخيخ أجهزة Laptop عن طريق ناشط سابق في "القاعدة" اسمه ابراهيم العسيري، لتفجير الطائرات بما عليها من ركاب.
عناصر من وحدة استطلاع إسرائيلية خاصة، معروفة باسم Sayeret Maktal النخبوية بالجيش الإسرائيلي، تسللوا إلى عمق الأراضي السورية بطائرتي هليكوبتر، نرى واحدة مثلها بفيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وهي طراز Sikorsky CH-53 أميركي الصنع للنقل الثقيل، معروفة باسم "يسعور" في إسرائيل، ومعهم نقلت الطائرتان تقنيين من "وحدة 8200" للتجسس الإلكتروني، وفق تقرير نشرته مجلة Vanity Fair الأميركية بعددها الحالي في الأسواق.
في التقرير أن الجميع نزلوا بعد هبوط المروحيتين "مرتدين زي الجيش السوري، وبعربات "جيب" عليها أرقامه وشعاره" وتمركزوا قريبا كيلومترات قليلة من مقر "داعشي" يجتمع فيه ناشطون بتحويل "اللابتوب" من جهاز للعلم والتنوير إلى آخر للإرهاب والتفجير، إلا أنه من غير المعروف أين زرع "الموساد" أجهزة للتنصت على ما يجري بالمقر.
وكشف ترمب كل شيء للروس
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلت الخميس عن مصادر لم تسمها، أن الزرع تم في غرفة الاجتماعات، أو تم تغيير نظام "أمهات" الاتصال الهاتفي في المقر، بطريقة سمحت للعاملين في "وحدة 8200" بإسرائيل، استراق السمع على "دواعش" يجتمعون، وبعد أيام قليلة اكتشف الموساد" حقيقة ما يخططون له من الرقة، وسريعا صدرت من الجانب الآخر في العالم قرارات أميركية وبريطانية بمنع الركاب من إدخال أجهزة إلكترونية الى الطائرات، من "لابتوب" وهواتف جوالة.
أثناء لقائه بوزير الخارجية الروسي والسفير الروسي بواشنطن، كشف ترمب عن عملية الموساد
العملية التي نفذها "الموساد" نالت اعجاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على ما يبدو، فكشف لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما فعلته الوحدة الإسرائيلية داخل سوريا، أثناء جلسة عمل أدارها في مايو الماضي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وسفير روسيا بواشنطن سيرغي كيسلياك، وأغضب بما فعل إسرائيل التي اعتبرت أن ما كشفه "شكل خطرا على حياة عملائها" لكن مراقبين شرحوا أن نيته كانت لتعزيز نصيحة قدمها لموسكو بأن تعتمد على تل أبيب إذا ما أرادت تسريع تصفية "داعش" بسوريا، فنزل الروس عند نصيحته وفعلوا.
إذا كان ظهر إسرائيل ضد الجدار مع إيران
لهذا السبب، بحسب استنتاج مجلة "فانتي فير" الأميركية، سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومعه رئيس "الموساد" يوسي كوهين في أغسطس الماضي إلى موسكو "لمقايضة معلومات عن "داعش" مقابل السماح لإسرائيل بتحركات أكثر مرونة على الجانب الآخر من مرتفعات الجولان" المحتلة.
إلا أن مصدرا عسكريا إسرائيليا، ذكر للمجلة بأن ترمب "خاننا" بكشفه تفاصيل عملية الموساد في سوريا للروس "وإذا كنا لا نثق به، فإننا سنقوم بما نعتبره ضروريا لنا إذا كان ظهرنا ضد الجدار مع إيران" ومعناها معروف.