المصدر / وكالات
أصدر القضاء الإيراني حكما بتبرئة سعيد طوسي، قارئ القرآن الأول في بيت المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، والمتهم باغتصاب 19 طفلاً من طلابه، وسط احتجاج من نائب إصلاحي اتهم متنفذين في بيت المرشد بالضغط لإغلاق القضية.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت، صورة من قرار المحكمة العامة في طهران، تؤكد براءة طوسي من تهمة "التشجيع على الفساد"، وذلك بعدما تقدم 4 من الضحايا بشكاوى أمام القضاء، بتهم متعلقة باغتصاب الأطفال الذين كان يعلمهم القرآن الكريم في طهران وعدد من المحافظات.
"حتى لو ثبتت المداعبة"
وذكر قرار المحكمة أنه "حتى لو ثبت أن المدعى عليه قام بالمداعبة فلا يعني ذلك أنه ارتكب جريمة يحاسب عليها القانون والقضاء".
في المقابل، احتج النائب الإصلاحي في البرلمان الإيراني محمود صادقي على السلطات القضائية، معتبراً قرار تبرئة طوسي "جائرا وظالما"، قائلا إن "الشواهد تشير إلى أن مدرس القرآن المتحرش بالأطفال مدعوم من قبل متنفذين في مكتب المرشد الأعلى".
وكتب صادقي في تغريدات عبر "تويتر" أن القرار الصادر من الفرع 56 من المحكمة العامة في طهران، بتبرئة سعيد طوسي من جريمته، يؤكد أن "القضاء لم يسمع صوت الشعب في الاحتجاجات الأخيرة".
كما أكد النائب أن "المحكمة ألغت قراراً أولياً كان قد صدر من قبل محكمة الاستئناف بسجن طوسي أربع سنوات، بسبب ممارسة ضغوط واضحة، حيث تظهر وثائق القضية تأثيراً واضحاً في عملية المقاضاة"، حسب تعبيره.
وكان المتحدث باسم القضاء الإيراني قد أكد خلال مؤتمر صحافي في وقت سابق، أن "محاكمة طوسي ستتم بشكل سري وعلى أيدي قضاة متمرسين"، لكن النائب صادقي كشف أن ملف القضية أغلق بعد عامين من تداوله وصدور حكم أولي بسجن المتهم.
ضغوط من الحرس الثوري
وكانت مصادر مقربة من الإصلاحيين قالت إن جهة تابعة لاستخبارات الحرس الثوري الإيراني ضغطت لإنهاء ملف فضيحة سعيد طوسي، وذلك للحفاظ على سمعة النظام والمرشد.
وكان قارئ القرآن الشهير قد نفى في بيان التهم المنسوبة إليه، ما أدى إلى تكاثر نشر وثائق سابقة للمحكمة وشهادات صوتية للضحايا وأطفال تحدثوا عن كيفية اغتصابهم بالقوة على يده، عندما كان يشرف على مشاركة قراء القرآن الإيرانيين في المسابقات القرآنية الدولية.
هدد بفضح 100 شخصية مقربة من المرشد
إلى ذلك، كشفت مصادر إصلاحية أن طوسي كان قد هدد بأنه سيفضح 100 شخصية أخرى من المقربين من النظام الإيراني من المتورطين بقضايا الاغتصاب الجنسي ضد الأطفال مقرئي القرآن إذا ما تمت محاكمته".
يذكر أن سعيد طوسي (46 عاماً) هو ممثل إيران في مسابقات القرآن الدولية والفائز بمرتبتها الأولى داخلياً وخارجياً، وهو القارئ المحبب لدى المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، متهم باغتصاب 19 طالبا من طلابه خلال الأعوام الماضية، وهم أطفال كانت تتراوح أعمارهم بين الـ12 والـ14 عاماً عندما وقعوا ضحيته.