المصدر / وكالات
يسود المشهد في أفغانستان منذ يومين بعض التخبط والبلبلة، في البلاد التي تتعرض لهجمات دموية، تحصد عشرات الأرواح بشكل متكرر.
إذ لا يمر أسبوع أو أكثر على العاصمة الأفغانية كابول، حتى تنفجر "سيارة" مفخخة، أو يتعرض مركز أمني لهجوم انتحاري في مناطق أخرى، لتعود حركة #طالبان وتتبنى "إزهاق الأرواح وإسالة الدماء".
ففي أقل من شهر فقط تعرضت كابول لأكثر من 3 هجمات دامية، ففي 28 من ديسمبر تعرض وسط العاصمة لسلسلة انفجارات حصدت 40 قتيلاً، وفي 5 يناير، شهدت هجوماً انتحارياً على مركز للشرطة أدى إلى مقتل 13، وفي 21 أتى الهجوم على فندق الإنتركوتيننتال، وفي 27 من الشهر الجاري، أدمت حركة طالبان العاصمة الأفغانية بهجوم مروع، راح ضحيته أكثر من 100 قتيل ومئات الجرحى.
وأمام هذا المشهد الدامي والمتكرر، وسط تقارير نشرت قبل يومين تؤكد "تغول" حركة طالبان التي تحاربها الحكومة بدعم من القوات الأميركية منذ 16 سنة، وتمددها في البلاد، لا بل سيطرتها على 70% من الأراضي، أعلن البنتاغون الاثنين عن قراره تقييد نشر معلومات مهمة (غير سرية) عن سير الحرب في أفغانستان.
وقد استتبع هذا القرار عدداً من الانتقادات في الإعلام الأميركي، ما دفع الجيش الأميركي لاحقاً إلى التوضيح، معتبراً أن الأمر مجرد "خطأ بشري".
من تفجير كابول الأخير
خطأ بشري وتوضيح
وفي التفاصيل، أعلن الجيش الأميركي الثلاثاء أن قرار منع نشر بيانات مهمة بشأن الحرب الأفغانية كان "خطأ بشريا" في التوصيف.
وكان المفتش العام حول عمليات القوات الأميركية في #أفغانستان قال في تقرير نشر مساء الاثنين إنه تلقى تعليمات بعدم نشر بعض تلك المعلومات بعد الآن.
يذكر أنه على مدى سنوات اعتاد مكتب المفتش العام الخاص لإعمار أفغانستان نشر تقرير فصلي يشمل بيانات غير سرية عن مساحة الأراضي، التي تسيطر عليها طالبان والحكومة أو تخضع لنفوذ كل منهما.
لكن الكابتن توم جريسباك، المتحدث العسكري الأميركي باسم مهمة الدعم الصامد في أفغانستان قال في بيان توضيحي لاحق "لم تكن مهمة الدعم الصامد تنوي حجب أو فرض السرية على معلومات كانت متاحة في تقارير سابقة".
وأضاف "حدث خطأ بشري في التوصيف... المعلومات ليست سرية ولم تكن هناك أي نية لحجبها دون ضرورة".
إلى ذلك، أوضح جريسباك أنه حتى أكتوبر 2017 كان 56 في المئة من مناطق أفغانستان يخضع لسيطرة الحكومة أو تحت نفوذها.
وكان الجيش الأميركي فرض السرية للمرة الأولى منذ 2009 على أعداد القوات الفعلية والمصرح بها ومعدل استنزاف قوات الدفاع الوطني والأمن الأفغانية.
عناصر من طالبان في معسكر تدريب
وزارة الدفاع تتفادى اللوم
من جهتها، سعت وزارة الدفاع إلى تفادي اللوم على هذا القرار الذي يمثل أحدث خطوة لتقليل المعلومات المتاحة علانية عن الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 16 عاماً وهي أطول حرب أميركية.
وقالت الوزارة في بيان إنها لم تطلب من مكتب المفتش العام حجب المعلومات بل إن التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي هو الذي طلب ذلك. وأضافت أنها لا تملك سلطة تجاوز طلب قوة التحالف التي يقودها الجنرال الأميركي جون نيكلسون.
وكان القائد الأميركي في أفغانستان حدد في نوفمبر هدف إبعاد مقاتلي طالبان بما يكفي للسيطرة على 80 في المئة على الأقل من مساحة البلاد في غضون عامين.
وجاء في أحدث تقرير للمفتش العام أن 43 في المئة من مناطق أفغانستان تخضع إما لسيطرة طالبان أو ليست محسومة.
عناصر من طالبان
طالبان تمسك بـ 70% من البلاد
وكانت شبكة بي بي سي بثت تقريراً استندت فيه إلى تصريحات وآراء أكثر من 1200مصدر محلي، يؤكد أن الأراضي التي تسيطر عليها الحركة أكبر بكثير مما يعلن عنه، أو يقدر.
وقد أشار التقرير إلى أن الحكومة الأفغانية تسيطر على 122 مقاطعة من أصل 399، أي على حوالي 30% من مساحة البلاد.