المصدر / وكالات
منع مسلحون جموعا من أهالي مدينة تاورغاء الليبية من العودة أمس الخميس إلى ديارهم، وذلك على الرغم من وجود اتفاق بهذا الشأن مع المجلس البلدي لمدينة مصراتة الساحلية، بينما دعت حكومة الوفاق الوطني إلى "تغليب العقل" داعية الى إنهاء معاناة هؤلاء النازحين.
وصباح الخميس، كان مئات من الأهالي يتجهون نحو المدينة لكن حواجز عسكرية اعترضت طريقهم ومنعتهم من التقدم.
وتطارد جماعات مسلحة من مصراتة سكان تاورغاء بعدما استخدمت القوات الموالية لـ معمر القذافي المدينة في هجومها على مصراتة خلال أحداث ثورة 25 فبراير 2011 التي أيدها حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال عمر التاورغي -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- إنهم عالقون أمام إحدى البوابات شرق تاورغاء مع عائلات من أهالي المدينة قادمين من طرابلس ويحاولون الدخول، مشيرا إلى وجود العديد من العائلات القادمة من منطقة شرق ليبيا العالقة أمام حاجز آخر.
يأتي ذلك بينما غادر نحو 150 من السكان النازحين مدينة بنغازي الواقعة على بعد سبعمئة كيلومتر شرقي تاورغاء في قافلة صوب المدينة الأربعاء، معلنين استعدادهم للإقامة في مخيمات في تاورغاء إذا لزم الأمر. لكنهم عادوا إلى نقطة توقفهم الليلية في هراوة بعدما حاولوا التقدم غربا باتجاه سرت التي تسيطر عليها قوات من مصراتة.
وقال محمد التاورغي أحد المتحدثين باسم السكان في تصريح لـ رويترز "عدنا الآن إلى هراوة لأن الموقف الأمني بالمنطقة التي كنا بها لم يكن جيدا" بينما تردد أيضا أن مجموعات من مصراتة تسد الطرق بين مصراتة وتاورغاء.
ونزح ما يقدر بنحو أربعين ألف شخص عن البلدة الواقعة على بعد 38 كيلومترا جنوبي مدينة مصراتة الساحلية، ويسكنون مخيمات في أنحاء ليبيا منذ أكثر من ستة أعوام.
في المقابل، تحدث المجلس البلدي لمدينة مصراتة عن خلل في الترتيبات داعيا حكومة الوفاق الوطني إلى "التدخل الفوري لتأجيل" عودة الأهالي.
وأشار المجلس في بيان إلى "خلل في الترتيبات الفنية والأمنية المعدة مسبقا وخروج الأمر عن قدرة اللجنة المكلفة من قبل المجلس الرئاسي (لحكومة الوفاق الوطني) لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق".
وعلى الإثر دعت حكومة الوفاق في بيانها "جميع الأطراف المعنية الى تغليب العقل والروح الوطنية ونزع فتيل الفتنة، وإنه على الجميع التكاتف من أجل إنهاء معاناة النازحين وعودتهم" مشيرة بدون أن تسمي أي جهة إلى أن "بعض الأطراف تسعى لتقويض الاتفاق".
ولا يحظى المجلس البلدي لمصراتة بتأييد جميع أهالي المدينة بشأن عودة أهالي تاورغاء الذين ظلوا حتى النهاية موالين للقذافي.
وبعد إخراجهم من مدينتهم قبل سبع سنوات، عاش الأهالي منغلقين داخل مخيمات على أطراف العاصمة طرابلس، وفي مدينة بنغازي في الشرق، أو مشتتين في أنحاء البلاد في ظروف مأساوية في مواجهة انعدام الأمن وتعرضهم لهجمات فصائل مسلحة من مصراتة خصوصا.