المصدر / وكالات - هيا
اعتبر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن كثيرا من القيود الدينية العاملة في السعودية ليست من عقيدة الإسلام، مؤكدا أنه بذل جهدا جديا لإقناع رجال الدين المحليين بذلك.
وفي اجتماع عقده أمس الخميس مع مجموعة من المحررين والمراسلين لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال محمد بن سلمان إن إصلاحاته في مجال الحياة الاجتماعية، بما في ذلك تقديم حق قيادة السيارات للنساء السعوديات وتوسيع إمكانياتهن في المجتمع، نفذت بعد مناقشات مضنية مع رجال الدين في المملكة.
وشدد ولي العهد، حسب الصحيفة، على أنه "عمل جاهدا لإقناع زعماء الدين المحافظين بأن مثل هذه القيود ليست جزءا من العقيدة الإسلامية".
وأضاف محمد بن سلمان موضحا: "أعتقد أن الإسلام معقول، وأن الإسلام بسيط، والناس يحاولون الاستيلاء عليه".
وأشار إلى أن المناقشات الطويلة مع رجال الدين كانت إيجابية، وأكد: "هذا هو سبب ارتفاع عدد حلفائنا في النخبة الدينية من يوم إلى يوم".
كما تناول حوار "واشنطن بوست" مع محمد بن سلمان إلى قضية علاقاته مع صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكبير مستشاريه، جاريد كوشنير.
وقال محمد بن سلمان في هذا السياق إن "من الجنون حقا" أن يتاجر بالمعلومات السرية مع شخص مثل كوشنير أو محاولة استخدامه لدعم مصالح السعودية داخل إدارة البيت الأبيض.
واعتبر محمد بن سلمان أن هذا النوع من العلاقات لا يساعد أيا من الطرفين ولا يوجد في الحقيقة، ونفى للصحفيين ما نقلته سابقا تقارير إعلامية حول قوله إن "كوشنير في جيبه"، وكذلك بشأن إعطائه "الضوء الأخضر" لولي العهد السعودي، نيابة عن إدارة ترامب، لإطلاق حملة واسعة لمكافحة الفساد في المملكة واعتقال عشرات الأمراء ورجال الأعمال في السعودية، ما تم تنفيذه في نوفمبر الماضي.
وأشار محمد بن سلمان، حسب "واشنطن بوست"، إلى أن عمليات الاحتجاز مثلت شأنا داخليا بحتا وجرى العمل على إعداد هذه الحملة على مدى سنوات.
وشدد ولي العهد السعودي على أن علاقاته مع كوشنير لم تخرج عن نطاق الاتصالات الطبيعية بين حكومتي دولتين، إلا أنه أضاف: "نعمل مع بعضنا بعضا كصديقين وليس فقط كشريكين".
ولفت محمد بن سلمان مع ذلك إلى أن علاقاته جيدة أيضا مع نائب الرئيس الأمريكي، مايكل بنس، ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض.
كما تطرق الحوار مع محمد بن سلمان إلى برنامج السعودية النووي، وقال الأمير في هذا السياق إن مهمته الأساسية ضمن هذا المجال تكمن في تخصيب واستخدام اليورانيوم الموجود داخل السعودية للاستفادة منه في مفاعيل الطاقة دون شراء هذه المادة من الخارج.
واعتبر محمد بن سلمان أن عدم استخدام السعودية احتياطياتها من اليورانيوم، والتي تبلغ 5 بالمئة من المخزون العالمي لهذه المادة، سيكون بمثابة عدم استغلالها للنفط الموجود في المملكة.
وأضاف أن سلطات السعودية ستدعو الولايات المتحدة لتحديد القوانين والمنشآت لضمان "الاستخدام الصحيح" لليورانيوم المخصب.
المصدر: واشنطن بوست