المصدر / وكالات - هيا
خرجت ليل السبت أول دفعة من المدنيين والمقاتلين من مناطق سيطرة فصيل "فيلق الرحمن" جنوب الغوطة الشرقية متجهة إلى إدلب في الشمال السوري، في حين تتجه الأنظار إلى مدينة دوما آخر مناطق الغوطة التي لم تبرم اتفاق إجلاء مع روسيا وقوات النظام.
ووفقا لوسائل إعلام تابعة للنظام السوري، فقد خرج 981 شخصا من مقاتلي "فيلق الرحمن" وعائلاتهم باتجاه إدلب شمال غربي سوريا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أن هؤلاء المهجرين انطلقوا الليلة الماضية في قافلة تضم 17 حافلة خرجت من بلدة عربين.
وتعد هذه الدفعة الأولى التي تخرج بموجب اتفاق توصل إليه "فيلق الرحمن" مع روسيا لإجلاء نحو سبعة آلاف شخص إجمالا من المقاتلين وعائلاتهم من بلدات عربين وزملكا وعين ترما جنوب الغوطة وكذلك من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، ومن المقرر استكمال عملية التهجير اليوم الأحد.
بيد أن المتحدث باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان قال للجزيرة أمس السبت إن الأمم المتحدة لم تقدم ضمانات للحفاظ على أمن من يرغب في البقاء بالغوطة، وشدد على أن "أول من سيخرج من مناطقنا في الغوطة هم الجرحى وآخر من سيخرج هم المقاتلون".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية مشاهدات من خروج القافلة الأولى، إذ قالت إن الركاب انتظروا لساعات عدة وخضعوا للتفتيش ثم استقل كل حافلة جندي روسي ملثم مع سلاحه.
وأضافت أن من بين المدنيين الذين انتظروا لساعات الشاب محمد (20 عاما) من بلدة حمورية الذي كان يسير متكئا على شقيقيه، ورأسه مضمد جراء إصابته في قصف استهدف قبوا كان يحتمي فيه مع عائلته.
ويأتي التهجير من مناطق "فيلق الرحمن" بعد تهجير أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام من مدينة حرستا بالغوطة الخميس والجمعة بناء على اتفاق مماثل مع روسيا.
لكن فصيل "جيش الإسلام" أكبر فصائل المعارضة بالغوطة أكد أن مقاتليه لن يخرجوا من مدينة دوما التي يسيطر عليها. وقال قائده عصام بويضاني -عبر تسجيل صوتي بثه على الإنترنت- إن فصيله "ثابت" ولن يخرج، معتبرا أن وجود مقاتليه بالقرب من دمشق نصر للثورة السورية وأنه يجب الحفاظ على هذه القوة.
ورأى بويضاني أن الحملة العسكرية الحالية على الغوطة مؤقتة وسيعقبها "نصر عظيم" وأن جيش النظام يخطط بعد انتهائها للتوجه نحو درعا وإدلب، داعيا فصائل درعا إلى مؤازرته في الغوطة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا تجري مفاوضات بشأن دوما مع لجنة مدنية معنية بالمحادثات بالمدينة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يرجح أن تؤدي تلك المفاوضات إلى اتفاق لتحويل دوما لمنطقة "مصالحة" لتعود إليها مؤسسات النظام مع بقاء مقاتلي جيش الإسلام من دون دخول قوات النظام.
وتأتي اتفاقات التهجير في إطار حملة دامية شنتها روسيا وقوات النظام على الغوطة بدءا من 18 فبراير/شباط الماضي، وقتل خلالها أكثر من 1630 مدنيا بينهم 330 طفلا على الأقل.
ووفقا لإعلام النظام فقد خرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة خلال نحو أسبوعين حتى أمس السبت.
وفي مدينة إدلب (شمال) أفاد مراسل الجزيرة بمقتل ثمانية مدنيين على الأقل وجرح 25 آخرين أمس إثر انفجار سيارة ملغمة قرب مستشفى العيادات الخارجية ومبنى البلدية وسط المدينة.