المصدر / وكالات
يعد السياسي والجنرال المكسيكي، أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا، أبرز شخصية عرفتها #المكسيك خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث تميزت فترة توليه للرئاسة بغرائب عديدة بلغت ذروتها خلال أربعينات القرن التاسع عشر.
وخلال شهر أيار/مايو سنة 1833، حقق الجنرال المكسيكي صعوداً سياسياً سريعاً ليعين رئيساً للبلاد. وجاء ذلك عقب تمكنه من كسب عطف الأهالي إثر نجاحه في صد حملة عسكرية إسبانية أرسلت لإخضاع المكسيك. وخلال تلك الفترة عرف عن البطل المكسيكي المخضرم إعجابه الشديد بشخصية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، ولهذا السبب لم يتردد في تلقيب نفسه بنابليون الغرب.
تزامناً مع ذلك أقدم الجنرال المكسيكي على إرساء تقاليد عسكرية شبيهة بتلك التي اعتمدها الجيش الفرنسي خلال عهد نابليون، حيث ارتدت القوات المكسيكية أزياء شبيهة بأزياء الجيش الفرنسي، واعتمدت على استراتيجيات شبيهة باستراتيجيات نابليون بونابرت. وبسبب ذلك لقي الجيش المكسيكي خلال حرب تكساس سنة 1836 مصيراً شبيهاً بمصير الجيش الفرنسي خلال حملته العسكرية على روسيا سنة 1812.
لوحة زيتية تجسد القصف الفرنسي على منطقة سان خوان خلال حرب الكعك
وعقب حصولها على الاستقلال سنة 1821، عاشت المكسيك على وقع تخبط سياسي. فاستغل أنطونيو لوبيز دي سانتا أنا هذا الوضع، إضافة إلى نجاحاته العسكرية، ليشغل بداية من سنة 1833 منصب رئيس المكسيك، وتبوأ سدة الرئاسة 11 مرة. ويعزى السبب في ذلك إلى تقلبه السياسي وتغير أفكاره وتوجهاته مع الوقت، حيث لم يتردد الأخير في إعلان نفسه ديمقراطياً وليبرالياً تارة، ومحافظاً ودكتاتوراً تارة أخرى.
وسنة 1838 قاد دي سانتا أنا حملة عسكرية دفاعية عقب التدخل العسكري الفرنسي بالمكسيك فيما عرف بحرب الكعك. وخلال معركة الدفاع عن منطقة فيرا كروز المكسيكية التي حاصرها الفرنسيون فقد الجنرال ساقه بعد تعرضه لإصابة بليغة.
صورة للرجل الاصطناعية لأنطونيو لوبيز دي سانتا أنا معروضة في المتحف الحربي الأميركي بمدينة إلينوي
وعقب هذه الإصابة أقدم الأطباء المكسيكيون على بتر ساقه. ومن أجل تخليد بطولته سنة 1838، أقدم عام 1842 على استخراج بقايا رجله المبتورة من القبر مانحاً إياها العديد من الألقاب والأوسمة العسكرية. فضلاً عن ذلك اتجه أبعد من ذلك بكثير وأقام مراسم جنائزية رسمية لرجله المبتورة.
واعتمد الجنرال المكسيكي على رجل اصطناعية للتنقل، ولكن مع حلول عام 1847 حصل ما لم يكن في الحسبان، فخلال الحرب الأميركية - المكسيكية، حاصر فوج مشاة إلينوي الرابع الأميركي الجنرال المكسيكي أثناء معركة سيرو غوردو. وأجبر الأخير على الفرار تاركاً جميع ممتلكاته.
تزامناً مع ذلك، وضعت القوات الأميركية يدها على الرجل الاصطناعية للجنرال المكسيكي قبل أن تقدم على نقلها نحو الأراضي الأميركية كغنيمة حرب.