المصدر / وكالات
دعت أطراف دولية إسرائيل إلى ضبط النفس في حين تتواصل الاستعدادات في قطاع غزة لانطلاق مسيرات جماهيرية في الجمعة الثانية من مسيرات العودة الكبرى التي أطلق عليها الفلسطينيون "جمعة الكاوتشوك".
وبالإضافة إلى الفعاليات المختلفة التي سيشهدها القطاع والمسيرات التي يتوقع أن تكون ضخمة ستقام مهرجانات تأبين قرب السياج الحدودي للفلسطينيين الذين استشهدوا يوم الجمعة الماضي في الذكرى الـ42 ليوم الأرض.
وجمع متظاهرون فلسطينيون أكثر من عشرة آلاف إطار سيارة لإشعالها واستخدام دخانها ضد القناصة الذين نشرهم جيش الاحتلال على الحدود، كما جمعوا مرايا للتشويش على القناصين، حسب أحد منظمي المسيرات.
وأكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار على استمرار الفعاليات المطالبة بالعودة وكسر الحصار، ودعت الجماهير الفلسطينية إلى المشاركة في تأبين شهداء يوم الأرض، مشددة على سلمية وشعبية هذه الفعاليات.
وعلى مدار أيام الأسبوع تواصل توافد مئات الفلسطينيين إلى المناطق الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في خيام الاعتصام المقامة التي شهدت فعاليات شعبية وثقافية متنوعة.
وكانت منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان في إسرائيل قد ناشدت الجنود الإسرائيليين رفض الأوامر والامتناع عن إطلاق النار على المتظاهرين السلميين.
وقالت المنظمة في بيان لها إنه "من غير القانوني أن يتم إطلاق النار على متظاهرين عزل، ومثل هذا الأمر غير قانوني بالمرة".
في الجهة المقابلة، اختار متحدثون باسم حكومة وجيش الاحتلال مهاجمة استعدادات المتظاهرين، وذهب أحدهم حد مناشدة منظمة الصحة العالمية منع ما اعتبرها كارثة بيئية ستتسبب بها مسيرات العودة.
في هذه الأثناء، دعت المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني إسرائيل إلى ضبط النفس تجاه المظاهرات السلمية في قطاع غزة.
وأضاف الاتحاد الأوروبي أنه "ينتظر من الجانب الإسرائيلي احترام المظاهرات السلمية واستخدام القوة المناسبة". وأكد على حق سكان غزة في تنظيم مظاهرات سلمية، وضرورة ابتعادهم في الوقت نفسه عن الاشتباكات.
في السياق ذاته، دعا مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي مالدينوف القوات الإسرائيلية إلى "ممارسة أقصى حد من ضبط النفس"، كما دعا الفلسطينيين إلى تجنب الاحتكاك بالسياج الحدودي في غزة.
وأضاف أنه "يتعين السماح للمظاهرات والمحتجين بالمضي بشكل سلمي، ويجب عدم تعريض المدنيين -خاصة الأطفال- للخطر أو استهدافهم بأي شكل من الأشكال".
أما الولايات المتحدة فقد دعت الفلسطينيين إلى عدم الاقتراب من الحاجز الحدودي مع إسرائيل، وقال مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في بيان إن بلاده "تحض قادة المظاهرات على أن يقولوا بشكل واضح وقوي إن المتظاهرين يجب أن يحتجوا سلميا.. يجب ألا يقتربوا من السياج الحدودي".
يشار إلى أن الوضع الأمني تدهور بشكل لافت في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، حيث تجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين في عدة مواقع قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل للمطالبة بالعودة.
وقمع جيش الاحتلال الإسرائيلي تلك الفعاليات السلمية بالقوة واستهدف المدنيين، مما أسفر عن استشهاد 18 فلسطينيا وإصابة المئات، وهو ما قوبل بتنديد عربي وإسلامي ودولي واسع.