المصدر / وكالات
لم تكن "فاطمة محمد خليل" (الإثيوبية الجنسية)، التي قدمت إلى السعودية قبل 13عاماً، تعي أنها ستعيش لحظات مأساوية، وأن عينيها ستريان بناتها الثلاث "ريناد، وريماس، وريتاج" مذبوحات، غارقات بدمائهن، بعد أن قام والدهن بنحرهن واحدة تلو الأخرى في غرفة الرعب.
وعن تلك المأساة التي عاشتها، أكدت فاطمة لـ"العربية.نت" أن للوالد سوابق، قائلة: "سبق أن قام والد البنات بربط ابنته ريماس بـ (شال) وكمم فمها، وقرب السكين من رقبتها، وكأنه يجري تجربة للقتل، وحذرته حينها بعد صراخ ريماس واستغاثتها، ليرد علي قائلاً إنه كان يمزح".
تفاصيل الليلة الدامية
أما عن تفاصيل تلك الليلة الدامية، فقالت: "كان والد البنات جالساً في مجلس البيت، ورفض النوم، فأخذت بناتي للنوم، وعند الفجر شعرت بتصرف غريب من قبل زوجي، إذ راح يوقظ البنات الثلاث، في حين جلست مستغربة تصرفه على غير العادة، فسألته سريعاً للاستفسار عن السبب، فرد بكل برود "بأن والده - جد البنات - قادم، ويجب أن يسلمن عليه"، فاستغربت ما يحدث، وحاولت الخلود للنوم، وعندما لم أسمع أصواتاً، رجعت لأتابع بناتي، لأجده وقد اصطحب البنات إلى غرفة أخرى، حيث مسرح الجريمة، وتحول إلى وحش كاسر، وانهال نحراً في بناته، لتسقط الأولى في لحظة أسرع من البرق".
وتابعت: "حاولت أن أسعف طفلتي الملطخة بالدماء، ولم يدعني جبروته وقوته من الوصول إلى هدفي، إلا أنه دفعني بقوة فسقطت أرضاً، وأصبت بجرح من حافة السكين الذي يحمله، وفي حين زحفت لأصل إليه مجدداً، كان سكينه أسرع من زحفي، فأجهز على الطفلتين الباقيتين، عندها أيقنت أن لا حيلة أمامي إلا الصراخ خارج المنزل".
وواصلت فاطمة حديثها قائلة: "ركضت نحو الباب للاستعانة بالجيران، فوجدته موصداً، فاتجهتُ صوب خزانة الملابس لخطف المفاتيح والهرب، فشعرتُ به يخرج من الغرفة، ويحمل المفاتيح متجها صوب الباب الخارجي، فبدأتُ في الصراخ".
وأضافت: "بينما كان يبتعد عن المنزل، تجمع بعض الجيران، ليروا المشهد على حقيقته، في حين كنت مصدومة، أكاد لا أعي ولا أصدق ما حدث، في حالة إنكار وهذيان وبكاء شديد".
بنات مكة المنحورات
"الحسرة تخنق صوتها"
إلى ذلك، قالت والحسرة تخنق صوتها: "لا أصدق ما حدث، وما فعله زوجي، لن أراهن بعد اليوم، لن أسرح شعورهن، ولن أختار لهن الملابس، ولن أفرح بهن كما تفرح الأمهات".
وتابعت: "في لحظة انحرمتُ من كل ذلك، كيف أنسى صورة بلاط المنزل ملطخ بالأحمر بدماء صغيراتي بلا ذنب ولا حيلة، فارقن الحياة ذبحا، كما تذبح الشاة دون أي رحمة أو مبرر".
"زوج منطوٍ ولكن..."
وعن أسباب ومبررات الجريمة، روت الأم المكلومة كيف عاشت حياة مرة مع الأب، وتحملت من أجل بناتها، فقالت: "رغم الظروف المعيشية الصعبة، التي كنا لا نجد فيها أي أموال لتغطية حاجات المنزل، فراتبه التقاعدي لا يكفي، وكان يعمل في وظيفة أخرى براتب إضافي، لكن الديون تراكمت علينا، منها إيجار المنزل الذي دخل شهره الثالث دون أن يسدده، إضافة إلى ديون المشتريات من البقالة التي كان يسحب منها".
وأضافت: "زوجي الآن في السجن، ولم يكن هناك خلافات بيننا تستدعي هذا الأمر، فقد كانت خلافاتنا عادية جداً، وكان عند وقوعها يعيدني فوراً إلى منزل جدتي، حيث تربيت هناك معها وخالتي، ثم يعود بعد أيام ليأخذني وتعود الحياة إلى طبيعتها".
البنات الثلاث المنحورات في مكة
كما أكدت أن مشكلة الزوج كانت في تعاطيه "الحبوب"، موضحة: "إنه كان مثل أي أب، يحب بناته ويشتري لهن الألعاب والحلوى، ولم يكن عنيفاً بطبعه، لكن كان شخصاً منطوياً على نفسه، يقبع دائما في المنزل، ولا يخرج لزيارة أحد، ونادراً ما يحضر لنا ضيوفا".
وفي ختام حديثها، أكدت أنها ستعيش مع جدتها، وسط قريباتها وأخواتها وخالاتها في مكة، معلنة عن عدم تمكنها من العودة إلى المنزل، الذي شهد مذبحة بناتها، وستظل تتذكر المشاهد طوال عمرها.
سردت "فايزة الحسن" قريبة الأم المفجوعة بنحر بناتها الصغيرات، تفاصيل جديدة عن تلك الفاجعة التي هزت #مكة . وقالت في حديثها لـ"العربية.نت" الأربعاء إن فاطمة ، أم #البنات_المنحورات جاءت من نيجيريا للعمل في السعودية قبل ١٣ عاما، وكانت تعمل في المنازل لتعيل نفسها، وتسكن في بيت جدتها في مكة، فتعرف عليها رجل سعودي وتقدم لخطبتها قبل ٧ سنوات، فتركت العمل وتفرغت لخدمة الأسرة.
تغييرات في تصرف الأب
وأكدت بأن الزوج تغير في الفترة الأخيرة، حيث كان يمنعها من اصطحاب بناتها معها لزيارة أهلها، وعلى الرغم من حبه لبناته، إلا أنهن كن يشعرن بالخوف منه، لأسباب لا نعلمها.
وأضافت: "نحن من مواليد السعودية، وعشنا فيها طوال عمرنا، ولم نلاحظ أي شيء على علاقة فاطمة بزوجها، ولم تكن تشتكي كثيراً، وكان متكفلاً بنفقتها ونفقة بناته، لكن ما حدث شكل صدمة للجميع"
قريبتا أم بنات مكة المنحورات
"الأم المفجوعة.. نقلت عدة مرات للمستشفى"
واستطردت بحديثها: "لم تخبرنا فاطمة بالحادثة، وعرفنا من صورة المنزل عند تناقل الخبر إعلاميا، وذهبنا للبيت الذي طوقته الجهات الأمنية وقت الحادثة"
وتابعت: "نعيش أشد حالات الحزن، غير مصدقين ما حدث، أما الأم فتعيش حالة نفسية سيئة، وعلى الرغم من مواساتنا لها، قمنا بنقلها للمستشفى أكثر من مرة، نظراً لحالتها النفسية، فهي إنسانة بسيطة وحالتها المادية سيئة، وليس لديها أي مورد رزق".