المصدر / وكالات - هيا
نشرت صحيفة "Politico" مقالة حول أزمة سياسة الهجرة في أوروبا، قائلة إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لا تعد "منقذة أوروبا" مثلما يعتبرها عدد من الساسة الغربيين.
ويرى مؤلف المقالة أن ميركل "اكتسبت بفضل ردة فعلها على أزمة الهجرة سمعة "جان دارك اليوم" في العالم وكأنها المدافعة الشجاعة عن المثل الغربية ضد هجوم الشعبويين، غير أنها تقوم في حقيقة الأمر بتدمير الاتحاد الأوروبي بشكل متتابع، من خلال سياستها في مجال الهجرة، التي لا تأخذ بعين الاعتبار خطر الانشقاق في الاتحاد الأوروبي".
وكان مراسل شبكة القنوات الألمانية "ARD"، مالتي بيبر، توجه مؤخرا بنداء إلى ميركل قائلا: "أنغيلا العزيزة، أنت تحتلين منصب المستشارة الألمانية منذ نحو 13 عاما، وكل ما بقي لك من أوروبا هو المعاملة العدائية. هذا ما تؤكده اجتماعاتكم الأخيرة. فساعدي أخيرا على منع أوروبا من التحول من الوحدة إلى الانشقاق. واتركي منصبك لخليفتك".
وأضافت الصحيفة أن هذا النداء أثار ردود فعل متناقضة في برلين. فترى النخبة السياسية الألمانية أن ميركل هي السياسية الوحيدة القادرة على الحفاظ على أوروبا الموحدة، الأمر الذي يعني أن ميركل ستنتصر على الأرجح في المواجهة السياسية الداخلية، لأن لا أحد يريد أن يواجه اتهامات بـ"تدمير أوروبا".
وعبرت صحيفة "Politico" عن اعتقادها بأن قضية الهجرة تسببت في حدوث "شرخ عميق" في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن ألمانيا هذه المرة لم تقدم مساعدتها في هذا المجال، بل طلبتها من الدول الأخرى، غير أنها رفضت تقديمها.
وقالت إن سياسة ميركل في مجال الهجرة جعلت شركاء برلين في أوروبا، وأغلبية الائتلاف السياسي الألماني يعارضون هذه السياسة. وعندما حاولت ألمانيا، بلا نجاح، ردع تدفق المهاجرين، تحولت ميركل التي كان يحبها الجميع تقريبا إلى سياسية تثير انتقادات كثيرة.
وتوصل كاتب المقالة إلى استنتاج مفاده أن "الحرب" بسبب سياسة ميركل في مجال الهجرة، والنضال من أجل مستقبلها السياسي، ستتواصل حتى بعد انتصار ميركل في "معركة" بروكسل حاليا.