المصدر / وكالات - هيا
احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين الرافضين لسياسة الهجرة في مسيرات بمختلف الولايات الأميركية احتجاجا على تلك السياسة التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب الذي تجاهل التنديد بها معلنا تمسكه بمواقفه.
وشهدت العاصمة واشنطن احتجاجات شعبية كبيرة وصلت إلى عتبة البيت الأبيض للتنديد بإجراءات الهجرة المتشددة تجاه المهاجرين، وقدر المنظمون أعداد المشاركين في وسط العاصمة بنحو ثلاثين ألفا.
وتحت شعار "العائلات يجب أن تكون مجتمعة" انطلقت مظاهرة من ساحة لافاييت المواجهة للبيت الأبيض باتجاه مبنى الكابيتول مقر مجلسي الشيوخ والنواب.
وخارج البيت الأبيض لوح المحتجون بلافتات تطالب بلم شمل الأسر وهتفوا "عار.. عار"، في حين حث رجال دين ونشطاء الإدارة على أن تكون أكثر ترحيبا بالأجانب، وأن تعيد لم شمل الأسر من جديد.
ونددت آنييس جيرمين -التي كانت تشارك في الاحتجاجات- بالأسلوب الذي يعاملون به الأسر والمهاجرين قائلة هذه ليست أميركا"، في حين قالت باولا فلوريس ماركيز (27 عاما) إن هذه السياسة "تتنافى مع كل شيء نؤمن به كبلد".
وفي نيويورك شارك آلاف المحتجين في مسيرات على جسر بروكلين حاملين لافتات كتبوا عليها "أعيدوا لأميركا إنسانيتها"، و"المهاجرون مرحب بهم هنا".
وهتف المتظاهرون "قولوها بالفم الملآن، قولوها بوضوح، المهاجرون مرحب بهم هنا"، كما أعربوا عن ترحيبهم بالمهاجرين.
وعلى وقع الطبول رفعت الحشود لافتات كتب فيها "مدينتنا نيويورك هي نيويورك المهاجرة"، و"لا قفص، لا حظر، لا جدار".
وكتب على لافتة أخرى "حلوا آيس"، في دعوة تشكل صدى لمطالبة نشطاء بحل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية (آيس).
كما شاركت عائلات وشبان وأطفال وشيوخ من القادمين الجدد والمواطنين في مظاهرة احتجاجية تحت شمس حارقة، وقدر عدد المشاركين بنحو ألفي شخص.
وقالت المحامية مالوري مالوي (34 عاما) -وهي ضمن المشاركين في الاحتجاجات- إن من المهم إبداء الدعم للمهاجرين وإظهار أن سياسات الإدارة الأميركية "لا تمثل أميركا".
وحملت مالوي لافتة كتب عليها "الطفل الوحيد الذي مكانه القفص هو دونالد ترامب"، وقالت لوكالة فرانس برس "لن نقف هنا لنشاهد بلادنا تتمزق وفصل الأطفال عن أمهاتهم".
وعلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أغلق المحتجون جزئيا جسرا يربط بين إل باسو في تكساس وسيوداد خواريز بالمكسيك، أما في شيكاغو فتجمع الآلاف للسير باتجاه المكاتب المحلية لسلطات الهجرة الاتحادية.
ترامب يتمسك بموقفه
وبينما بلغت الاحتجاجات ذروتها أمس السبت تجاهل دونالد ترامب ذلك، مجددا تمسكه بمواقفه السابقة في قضية الهجرة.
وفي سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع تويتر عقب انتهاء المظاهرات دعا ترامب الكونغرس إلى التصويت على مشاريع القوانين بشأن الهجرة التي اقترحتها إدارته.
وقال "عندما يأتي المهاجرون إلى بلادنا بشكل غير قانوني علينا أن نعيدهم فورا دون المرور عبر سنوات من المناورة القانونية".
وتابع "قوانيننا هي الأغبى في العالم، والجمهوريون يريدون حدودا قوية ومنع الجريمة، والديمقراطيون يريدون فتح الحدود، وهم ضعيفون فيما يتعلق بالجريمة".
وأضاف ترامب في تغريداته "لم أدفع أبدا الجمهوريين في مجلس النواب إلى التصويت لصالح مشروع قانون الهجرة".
وجاءت تغريدات ترامب مباشرة بعد نهاية مظاهرة حاشدة أمام البيت الأبيض شارك فيها آلاف المحتجين الذين نددوا بالسياسات التي تنتهجها الإدارة الأميركية في الهجرة، ودعوا إلى تغييرها.
وتأتي مظاهرات أمس بعد أن أقرت المحكمة العليا الاميركية الثلاثاء الماضي مرسوم ترامب المناهض للهجرة مانحة بذلك انتصارا واضحا للرئيس بعد معركة قضائية بشأن هذا الإجراء المثير للجدل.
ويصادق القرار -الذي اتخذ بأغلبية خمسة قضاة مقابل أربعة- على هذا المرسوم الذي يحظر بشكل دائم على مواطني ست دول -خمس منها مسلمة- دخول الولايات المتحدة.
المصدر : وكالات