المصدر / وكالات
مرصد الحريات الصحافية: إعلاميو الموصل يموتون بصمت رهيب
أعد مرصد الحريات الصحافية (JFO) بمعونة من منظمة "مراسلون بلا حدود" تقريرا استغرق العمل فيه ثلاثة أشهر متتالية، رصد خلالها جميع الجرائم التي ارتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق الصحافيين ومساعديهم، في المنطقة الشمالية من العراق، للفترة الممتدة من العاشر من يونيو 2014 حتى تاريخ نشر التقرير، السبت 14 نوفمبر 2015، حيث تم اختطاف 48 صحافياً ومساعداً إعلامياً، وطلاب إعلام، من قبل التنظيم الإرهابي بعد سيطرته على المدينة.
وقال المرصد والمراسلون في بيان لهم، إن "التنظيم عمد إلى إعدام 13 من المختطفين بطرق وحشية مختلفة، والتهم الجاهزة هي إما الخيانة أو التجسس، بينما يكتنف الغموض مصير 10 آخرين، يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في سجن التسفيرات وسجن بادوش ومعسكر الغزلاني"، لافتا إلى أن "وساطات عشائرية وقبلية تمكنت من الإفراج عن 25 صحافيا بعد تعرضهم للتعذيب الشديد وتعهدهم بعدم ممارسة أي نشاطات صحافية".
وكشف البيان الذي تسلمت "العربية.نت" نسخة منه عن "تمكّن الدواعش وفي اليوم الأول لاحتلالهم محافظة نينوي من السيطرة على 8 مؤسسات إعلامية، إذاعية وتلفزيونية بكامل أجهزتها ومعداتها الفنية، بحيث استخدموا تقنياتها الحديثة لتصوير الظهور الأول لأبو بكر البغدادي، بكاميرات قناة سما الموصل التي يملكها المحافظ السابق اثيل النجيفي، مثلما تم مونتاج خطبته في جامع النوري الكبير وسط الموصل، بواسطة الأجهزة الحديثة المستولى عليها".
هروب جماعي للصحافيين من داعش
وأشار البيان إلى أن "مدينة الموصل شهدت هروبا جماعيا للصحافيين، حيث غادر المدينة أكثر من 60 صحافياً ومساعداً إعلامياً، 15 منهم هاجروا خارج البلاد، فيما توزع البقية بين العاصمة بغداد وإقليم كردستان، فضلاً عن وجود ما يقارب 20 آخرين ما زالوا عالقين داخل المدينة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل، وفقا لإحصائية أعدها مرصد الحريات الصحافية (JFO) عبر قاعدة بيانات وثقها على مدى عام كامل".
يذكر أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد توعد من خلال تعليمات نشرها في مراكزه الإعلامية، كل من ينقل المعلومات والأنباء من داخل المدينة "سيواجه الموت"، حسب توجيهات ما يسمى "المحكمة الشرعية" التي وجهت للصحافيين اتهامات بمخالفة التعليمات وممارسة العمل الصحافي وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية وأجنبية، وهو ما أثبت بشكل لا يقبل اللبس، أن عناصر التنظيم الإرهابي، كانوا عازمين على تصفية جميع الصحافيين في المدينة.