المصدر / وكالات
حذر محللون ماليون من أن هناك موجة ساخنة لبيع لأسهم بعض الشركات المدرجة في السوق بالتزامن مع انخفاض أسعار النفط، وأن الطريق الأمثل لتجاوز الفترة القادمة هو بتغيير ثقافة المستثمرين والبعد عن المضاربة في السوق.
وأوضحوا أن "السوق خلال تداول الأسبوع الجاري أمام اختبار حقيقي يبرهن ثقافة المستثمرين والمتعاملين فيها"، مشيرين إلى أن أغلب أسواق المال العالمية تمر الآن بمرحلة حرجة، لكن الفارق هنا أن أغلب المستثمرين في الأسواق العالمية سواء مؤسسات أو شركات أو أفرادا يمتلكون مهارة عالية في كيفية التعامل مع الأسهم في مثل هذه الظروف، أما المستثمرون في السوق السعودية فلا يزال بعضهم لا يتمتعون بهذه المهارة التي يمكن أن تساعدهم على تقليل المخاطر في حال ازدادت حدة هبوط السوق، وهو أمر متوقع حدوثه خلال الأسابيع المقبلة في ظل انخفاض أسعار النفط وتوجهه إلى ملامسة 25 دولارا للبرميل وفقا للتوقعات الحالية، وفقا لصحيفة "الحياة".
وتوقع عبدالله الرشود، المحلل المالي، الرئيس التنفيذي لشركة بلوم للاستثمار، أن يشهد الأسبوع الحالي موجة بيع الأسهم من قبل كثير من المستثمرين، خاصة أسهم بعض الشركات المرتبطة بقطاع النفط خاصة شركات البتروكيماويات، التشييد والبناء والتجزئة بشكل رئيسي، حيث يتوقع أن تقل القدرة الشرائية.
وأضاف "ولكن بشكل عام فإن السوق تتوقع هبوطا كبيرا خلال جلسات الأسبوع الحالي مع انخفاض أسعار النفط".
وقال "ما لم تتحسن أسعار النفط فإن السوق ستستمر في الهبوط إلى مستويات منخفضة جدا". ولفت الرشود إلى وجود محفزات ضعيفة يمكن أن تساعد السوق على تحسين أدائها من بينها التوزيعات النقدية التي وصل بعضها إلى 10 في المائة، وكما أن أسعار الأسهم في السوق تعتبر قليلة فهذا يساعد على زيادة حركة التداول، لكن ذلك بالضرورة يرتبط بشكل كبير بقناعة وحس المستثمر.
وأوضح أن نزول "داوجونز" أمس الأول لم يكن بسبب انهيار أو ضعف في الاقتصاد الأمريكي إنما نتيجة ضعف الاقتصاد العالمي ككل، بدليل أنه استعاد عافيته بعد النزول مباشرة. مشيرا إلى أن أكبر عقبة ستواجه أسواق الأسهم العالمية بما فيها السوق السعودية، ما يثار حاليا عن أن الأرقام التي ذكرت عن حجم النمو للصين تعتبر غير صحيحة أو مبالغا فيها.
وتابع "إن صح ذلك فإن الاقتصاد العالمي سيعاني ككل وبالتالي سينعكس ذلك على أسعار النفط التي ستؤثر بدورها في أداء أسواق المال العالمية بما فيها السوق السعودية".
من جهته، قال الدكتور خالد البنعلي رئيس قسم المالية والاقتصاد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن "إن السوق السعودية مرتبطة بالأسواق العالمية التي تشهد هبوطا كان آخرها مؤشر داو جونز الذي هبط أمس الأول إلى فوق 500 نقطة، قبل أن يستعيد عافيته، كما أن السوق السعودية متأثرة بشكل كبير بانخفاض أسعار النفط، لذلك فإن التوقعات تشير إلى أن السوق ستستمر في النزول خلال الأسبوع الحالي في ظل توقعات بانخفاض أسعار النفط"، مشيرا إلى أن السوق ستكون متذبذبة للغاية خلال الأسبوع الحالي.
وأوضح البنعلي أن السوق الآن بحاجة إلى وجود مستثمرين أصحاب رؤية استثمارية بعيدة المدى حتى تظل متماسكة لفترة من الوقت حتى تبدأ أسعار النفط في التعافي، لكن وجود مستثمرين يضاربون في الوقت الحالي سيضر بالسوق، وسيجعل تعافيها حتى بعد تعافي أسعار النفط أمرا في غاية الصعوبة.
من جانبه، حذر أحمد الملحم، المحلل المالي من موجة بيع لبعض المستثمرين، مشيرا إلى أن هذا يعد تصرفا خاطئا يضر بالسوق، رغم أن هناك من سيبقى فيها على أمل تحسنها خلال العام الجاري، في ظل توقعات وتقارير عالمية خاصة الواردة من أمريكا بأن أسعار النفط ستعاود ارتفاعها إلى مستويات فوق 60 دولارا قبل نهاية العام الجاري.
ولفت الملحم إلى أن السوق يتوقع أن تهبط بنسبة 10 في المائة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الهبوط الكبير والمخيف قد حدث وانتهى أمره وتداعياته، لذا فإن أي هبوط بعد ذلك سيكون المستثمرون متحسبين له.