المصدر / وكالات - هيا
تقول مصادر أوروبية إن العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، ضد إيران على خلفية قيامها بتنفيذ اغتيالات لمعارضين في هولندا ومحاولات تفجير واغتيال أخرى في فرنسا والدنمارك ضد مجموعات المعارضة، بإمكانها أن تؤدي إلى إنهاء الاتفاق النووي.
ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ترى بعض الجهات أيضاً أن هذه العقوبات ستساعد على ثني إيران عن سلوكها الاستفزازي ووقف الاختبارات الصاروخية والأنشطة النووية المتعلقة بها وبالتالي الرضوخ للتفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا لإبرام اتفاق نووي أفضل يعالج المخاوف الإقليمية والدولية ويضع حدا لتدخلات طهران المخربة في المنطقة.
ويقول مراقبون إن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على إيران للمرة الأولى منذ دخول خطة العمل الشاملة المشتركة حيز التنفيذ، يعد اعترافا بأن الاتفاق النووي لعام 2015 فشل في تغيير سلوك طهران.
وتأتي هذه العقوبات عقب صمت دام 6 أشهر منذ الصيف الماضي، عندما أحبطت أجهزة الأمن الأوروبية هجوماً بالقنابل على تجمع كبير لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في باريس.
ففي أكتوبر، أعلنت الدنمارك أنها أوقفت مؤامرة لاغتيال ناشطين أهوازيين على أراضيها.
وأخيراً أعلنت الحكومة الهولندية أن إيران تقف وراء اغتيال اثنين من المواطنين الهولنديين من أصل إيراني في هولندا في السنوات الأخيرة وأحدهما قيادي أهوازي والثاني معارض مقرب من منظمة مجاهدي خلق.
وتستهدف العقوبات الجديدة وحدة الشؤون الداخلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية واثنين من عملائها، بما في ذلك نائب الوزير والمدير العام للشؤون الداخلية سعيد هاشمي مقدم، بالإضافة إلى أسد الله أسدي، الذي كان يعمل بغطاء دبلوماسي بسفارة إيران في النمسا وهو مدبر الهجوم الفاشل على مؤتمر مجاهدي خلق.
وتم تصنيف الشخصين على قائمة الإرهاب في أوروبا وسيتم تجميد أصولهما في حين حاول وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف في تغريدة على "تويتر" تبرير الهجمات بالقول: "إن اتهام إيران لن يعفي أوروبا من المسؤولية عن إيواء الإرهابيين"، وهو وصف مفضل لدى النظام الإيراني ضد كل من يعارضه.
ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه بالرغم من قيام إيران بتنفيذ العديد من الهجمات إرهابية في أوروبا بعد توقيع الاتفاق النووي لكن الأوروبيين لا يزالون يقيمون علاقات اقتصادية وتجارية مع طهران ويحاولون الالتفاف على العقوبات الأميركية والاستمرار في التعامل مع نظام طهران.
وقالت الصحيفة إن "فرق الاغتيالات الإيرانية مختلف دول أوروبا، ما أدى إلى تعالي الأصوات المنتقدة للتساهل مع الإرهاب الإيراني والاستمرار في الاتفاق النووي والتعامل مع نظام يستخدم الإرهاب والاغتيالات لتصفية خصومه ومعارضيه".
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن هناك دعوات لتشكيل جبهة موحدة مع الولايات المتحدة حيث ستكون أوروبا أكثر أماناً، إذا عمل قادتها مع واشنطن لإعادة التفاوض على اتفاق نووي دائم يتناول أيضاً السلوك الإيراني الخبيث في الخارج واستمرار تطوير الصواريخ الباليستية".