المصدر / وكالات
نظم السوريون المقيمون بهولندا مظاهرة بالعاصمة أمستردام رفعوا خلالها شعارات ولافتات تطالب بالحرية للشعب السوري وتنادي برفع الحصار عن مناطق المجاعة في سوريا، وتحمّل المجتمع الدولي والحكومة الهولندية المسؤولية إزاء ما يحصل لأهل سوريا من تجويع ممنهج.
لم تمنع برودة الطقس وتساقط الثلوج ناشطين ولاجئين سوريين من التجمع أمس الأحد في ساحة الدام قلب العاصمة الهولندية أمستردام للتعبير عن تضامنهم مع السوريين في المناطق المحاصرة والتنديد بالوضع الكارثي الذي وصلت إليه هذه المناطق.
وقال منظمو المظاهرة، التي حضرها سوريون وبعض الهولنديين وشهدت غيابا للأقليات العربية، إن هذه المظاهرة تأتي في إطار حملة يقوم بها السوريون في العالم من أجل التعبير عن تضامنهم مع إخوانهم في الداخل ونقل أصواتهم إلى العالم.
ورفع المتظاهرون شعارات ولافتات تطالب بالحرية ورفع الحصار، وتحمّل المجتمع الدولي والعالم والحكومة الهولندية مسؤولياتهم إزاء ما يحصل لأهل سوريا من تجويع ممنهج.
كما ردد المتظاهرون شعارات تندد بالجرائم الروسية بحق الشعب السوري والتي وصلت إلى إبادات جماعية وانتهاكات لكل القيم الإنسانية.
وقال رئيس لجنة دعم الثورة السورية في هولندا كرم كنعو إن الهدف من تنظيم المظاهرة هو إرسال رسالة إلى الشعب السوري المحاصر بأن السوريين في الخارج معهم، إضافة إلى فضح جرائم نظام الأسد وآخرها تجويع المدنيين بهدف كسر إرادتهم.
وذكر كنعو -في حديث للجزيرة نت- أن أعداء الشعب السوري يتفننون في قتله كل يوم، وقال "يبتكرون الطرق لقتل هذا الشعب، مرة بالكيميائي وأخرى بالبراميل والقذائف والصواريخ والحصار والتجويع".
وأشار أيضا إلى أن هذه المظاهرة تتزامن مع مظاهرات في كافة أنحاء العالم لكشف جرائم النظام ومعاناة الشعب السوري.
وقال إن هذه المظاهرة ستتبع بتحركات أخرى لإيصال صوت السوريين بالداخل، وتحدث عن جهود لإعداد ملف متكامل سيسلم للخارجية الهولندية يحتوي على شرح كافٍ مع الصور والفيديوهات التي تظهر مأساة المدنيين المحاصرين من قبل نظام الأسد ومليشيات حزب الله.
المتظاهرون حاولوا نقل رسالتهم بوسائل مختلفة (الجزيرة نت)
وأوضح المنظمون أن الشعب الهولندي أبدى ككل مرة تعاطفا مع أطفال سوريا ومحاصريها، وقال الناشط السوري سليم بشارة "ليس أمام الإنسان السوي إلا أن يتعاطف مع قضايا إنسانية وأن يستنكر سياسة التجويع مثل التي تقع للشعب السوري".
وعبرت الهولندية ستيفان لييو الذي حضرت مع آخرين عن أسفها لوضع الشعب السوري، وقالت "لا يمكن لشعب في هذا الزمن أن يحاصر ويقتل جوعا فقط لأنه طالب بحريته" وتابعت "للأسف المجتمع الدولي ينظر إلى المأساة الإنسانية مكتوف الأيدي".
وتخلل المظاهرة عمل مسرحي لأطفال سوريين يصور بطريقة درامية وضع الأطفال في سوريا والحصار المفروض عليهم، وجسّد الأطفال للحضور أجسادا وجثث ملقاة في الساحات العامة نتيجة الجوع والمرض، ولقي هذا العرض تجاوبا وتعاطفاً من المارة الهولنديين والسياح الأجانب وصفقوا له طويلا.
وتحدث أحد الأطفال الهولنديين من أصول سورية على هامش المظاهرة أنه يتابع وضع أطفال سوريا عن قرب، وقال للجزيرة إنه قام بجمع تبرعات لأطفال سوريا وتجاوب معه كل أطفال ومعلمي المدرسة التي يدرس فيها، وتابع "نقلت لهم مقتطفات من أشرطة لأطفال سوريا كيف يحرمون من الأكل واللبس واللعب والدراسة، وأعرب بعض آباء الأطفال الهولنديين عن استعدادهم لتبني نفقات طفل سوري".