المصدر / وكالات - هيا
وجّه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، انتقادات الى روسيا لأن نظامها الصاروخي "أس 300” توقف تزامناً مع "هجمات صهيونية"، وفق ما نقلت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية. لكن الرئيس السابق لقوات الدفاع الجوي الروسية، الجنرال ألكسندر غوركوف أشار، وفق وكالة سبوتنيك الروسية، إلى أن "بعض الضربات الإسرائيلية شُنّ أثناء تجديد ذخيرة بطاريات "بانتيسر"، وتجديد الذخيرة يستغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة".
جاء هذا التجاذب الروسي - الإيراني بعدما شن سلاح الجو الإسرائيلي ليل الأحد الاثنين في 20 و21 يناير (كانون الثاني) الجاري، ثلاث غارات على أهداف قرب دمشق، قالت اسرائيل إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني. وسارع المحللون الروس على الشاشات العربية إلى نفي تنسيق قواتهم في قاعدة حميميم مع إسرائيل، وأشادوا بإسقاط سلاح الجو السوري عشرات الصواريخ الإسرائيلية، بالاعتماد على منظومة صواريخ "بانتسير". ولعل الارتياب في تواطؤ موسكو مع سلاح الجو الإسرائيلي يعود إلى تباين الأهداف بين موسكو وطهران في سوريا رغم تقاطع مصالحهما في الحؤول دون سقوط نظام بشار الأسد.
وكانت موسكو نشرت المنظومة الصاروخية، إثر سقوط طائرة تجسس روسية في سبتمبر (أيلول) المنصرم هناك، ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينها الحادثة بانها نتيجة "سلسلة حوادث تراجيدية". واتهم جنرالات روس الطيارين الإسرائيليين باستخدام الطائرة الروسية درعاً احتموا بها من نيران المضادات السورية.
وبعد أيام على سقوط طائرة التجسس الروسية وإعلان موسكو عزمها تسليم دمشق منظومة أس -300 الصاروخية، بدا أن التنسيق بين إسرائيل وروسيا في سوريا على المحك، وهو تنسيق بدأ منذ التدخل الروسي دعماً للرئيس السوري، في سبتمبر 2015، وبعد غضّ النظر عن مئات الغارات على أهداف إيرانية في سوريا. ولكن منظومة أس – 300 قديمة، وتعود إلى العام 1978، ويرى محللون من بينهم محرر شؤون الدفاع في مجلة "ذي ناشينال انتيريست" الأميركية، دايف مجومدار، إلى أن مقاتلات أميركية تملكها إسرائيل، مثل أف-35 وأف- 22 قادرة على اختراق مجال أس-300 الجوي. ورجِّح أن موسكو ستسلّم دمشق نسخة مطورة من أس-300، هي "أس-300 بي أم يو-2” (S-300PMU-2).
ويبدو أن ما يُقال عن اتفاق ضمني بين موسكو وتل أبيب في سوريا، لا يزال سارياً.