المصدر / وكالات - هيا
كشفت مصادر في حركة «طالبان» الافغانية أمس، أن مفاوضيها ومسؤولين أميركيين توصّلوا إلى مشروع اتفاق سلام ينصّ على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان خلال 18 شهراً بعد إبرام الاتفاق النهائي.
وقالت مصادر افغانية ان الدوحة وبناء على طلب اميركي استضافت محادثات مباشرة بين طالبان والحكومة الامريكية .
وأفادت وكالة «رويترز» بأن الموفد الأميركي المكلّف ملف أفغانستان زلماي خليل زاد توجّه إلى كابول لإبلاغ الرئيس أشرف غني بالتقدّم الذي تحقق، بعد انتهاء مفاوضات دامت 6 أيام في الدوحة.
ونقلت عن المصادر إن الحركة عرضت ضمانات بألا يستغلّ تنظيما «داعش» و«القاعدة» أفغانستان في شنّ هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها. وأضافت أن بنداً أساسياً في مشروع الاتفاق يتضمّن وقفاً للنار، مستدركة أن لا جدول زمنياً للأمر. وتابعت أن «طالبان» ستبدأ محادثات مع ممثلين عن الحكومة الأفغانية، بمجرد تنفيذ وقف النار.
ووَرَدَ في مشروع الاتفاق: «خلال 18 شهراً إذا سُحبت القوات الأجنبية وطُبِق وقف النار، يمكن تنفيذ جوانب أخرى من عملية السلام» لإنهاء نزاع بدأ بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر).
وذكرت المصادر أن بنوداً أخرى تشمل تبادل سجناء وإطلاقهم، ورفع حظر دولي على السفر فرضته الولايات المتحدة على قياديين من «طالبان»، وآفاق تشكيل حكومة أفغانية انتقالية بعد وقف النار.
وأفادت «رويترز» بانسحاب ممثلين عن الحركة لفترة وجيزة من المفاوضات الجمعة، نتيجة خلافات مع خليل زاد، بسبب مخاوف أميركية إزاء رفض «طالبان» قطع علاقاتها بـ «القاعدة». ونقلت عن قيادي بارز في الحركة قوله: «أكدت طالبان للولايات المتحدة أنها ستعارض أي محاولة من جماعات متشددة لاستخدام أفغانستان قاعدة لشنّ هجمات إرهابية على الولايات المتحدة وحلفائها. نحن مستعدون لنبذ أي صلات بداعش، لكننا نرفض قطع علاقاتنا بالقاعدة، إذ قبِل (التنظيم) بالقائد الأعلى لطالبان الشيخ هيبة الله أخونزاده زعيماً له أيضاً».
وجاء إعلان الحركة التوصل إلى مشروع اتفاق سلام، بعد يوم على تعيينها أحد مؤسّسيها الملا عبد الغني برادر، مديراً لمكتبها السياسي في الدوحة، لـ «تعزيز عملية المفاوضات مع الولايات المتحدة وإدارتها في شكل صحيح».
وفوّضت «طالبان» برادر قيادة الفريق السياسي لاتخاذ القرارات، علماً أنه الرجل الثاني في الحركة، واعتُقل في باكستان عام 2010. وأُطلِق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد لقاء أول في الدوحة مع خليل زاد، لم تؤكّده واشنطن.