المصدر / وكالات - هيا
تناولت صحيفة الإندبندنت ملف اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول كاشفة عن جانب جديد من القضية التي شغلت ولا تزال تشغل الرأي العام العالمي والعربي على وجه الخصوص.
وتقول الصحيفة إن وكالة أنباء أسوشيتدبرس كشفت مؤخرا أن عددا من الباحثين الذين كشفوا استخدام برامج إسرائيلية للتجسس على هاتف خاشقجي والمقربين منه قبل اغتياله يتعرضون للاستهداف من جانب عدد من الجواسيس الدوليين.
و توضح الصحيفة أنه خلال الشهرين الماضيين انتحل أشخاص صفة باحث اجتماعي لاجتذاب العاملين في مركز "سيتيزن لاب" أبحاث ومراقبة الإنترنت ودعوتهم إلى مقابلات في فنادق فخمة ومحاولة الحصول على معلومات منهم بشكل غير مباشر عن كيفية اكتشافهم وجود رابط بين برامج التجسس التي استخدمت ضد جمال خاشقجي وبين الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الأمر تكرر مرتين خلال الشهرين الماضيين، كما حاول هؤلاء الأشخاص أيضا الحصول على معلومات شخصية عن حياة الباحثين مضيفة أن الجهة التي تقف وراء هؤلاء الجواسيس ليست معروفة حتى الآن.
وتشير الصحيفة إلى أن "سيتيزن لاب" الواقع في جامعة تورنتو الكندية لعب دورا كبيرا ولأعوام طويلة في فضح الممارسات التجسسية للحكومات على المواطنين في العديد من البلدان منها التبت وإثيوبيا وسوريا.
وتضيف أن المركز كشف مؤخرا وعدة مرات عن وجود برنامج تجسس إسرائيلي تنتجه شركة "إن إس أو غروب" واستخدمته الحكومات للتجسس على الصحفيين في المكسيك وبنما واستخدمته حكومات في الشرق الأوسط للتجسس على المعارضين والنشطاء الحقوقيين.
وتوضح الصحيفة أن المركز كشف أن هاتف أي فون لأحد المقربين من خاشقجي قد أصيب بفيروس التجسس الذي تنتجه شركة إن إس أو قبل أشهر من مقتل خاشقجي في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
الأوبزرفر نشرت موضوعا لسايمون تيسدال بعنوان "هل يتسبب الفقر والغلاء والاحتجاجات في ربيع عربي جديد؟".
يقول تيسدال إن "القلق يزداد في السودان وفي مصر وفي دول اخرى حيث تزداد قبضة الحكام المستبدين اشتدادا لكنهم ليسوا مستعدين بما يكفي لهذه المواجهة".
ويوضح تيسدال أن المظاهرات ضد الرئيس السوداني عمر البشير "أصبحت أمرا يوميا معتادا بعدما قضى الرجل المتهم بارتكاب جرائم حرب 29 عاما في حكم البلاد".
ويشير تيسدال إلى أن السبب في هذه المظاهرات كان ارتفاع أسعار الخبز والوقود وما أن بدأت المظاهرات الشهر الماضي حتى انتشرت بسرعة في مختلف أرجاء البلاد وضمت مواطنين من مختلف المجالات كالمعلمين والمحامين والأطباء.
ويعتبر تيسدال أن ما يحدث في السودان يشبه كثيرا ما يجري في دول عربية اخرى خلال الأسابيع الماضية مثل المغرب والأردن ولبنان وليبيا وهو ما يؤشر على غليان سياسي، مضيفا أنه ومرة اخرى فإن فشل الحكومات في الاستجابة المبكرة لمطالب الشعوب وتطلعاتها يؤدي إلى الوصول سريعا إلى مرحلة حرجة.
ويتسائل تيسدال هل ما يجري الآن هو موجة جديدة للربيع العربي أو الربيع العربي الجزي الثاني؟
ويقول تيسدال إن محاولات الشعوب في الموجة الأولى للربيع العربي التخلص من الانظمة القمعية في كل من سوريا واليمن كانت غير ناضجة وأدت إلى حرب أهلية في النهاية أما ليبيا فلم تستعد البلاد توازنها بعد التخلص من القذافي حتى الآن.
ويعرج تيسدال على مصر التي يعتبرها اكبر البلدان العربية من حيث عدد السكان موضحا أن "النظام الديكتاتوري لحسني مبارك استبدل بنظام أكثر ديكتاتورية للجنرال العسكري الذي تحول إلى رئيس للبلاد عبد الفتاح السيسي".
ويؤكد تيسدال أنه بالرغم من هذا الموقف المأساوي فإن الظروف كلها تضغط على الشعوب العربية للسعي نحو التغيير وهو الضغط الذي سينمو باستمرار بسبب انعدام العدالة والمساواة والظلم الاجتماعي.
ونطالع في الصحيفة نفسها مقالا للكاتبة إيما هاريسون بعنوان "مفاوضات السلام بين الولايات المتحدة وطالبان تقترب من تحقيق إنجاز كبير".
تقول هاريسون إن المفاوضات التي تستضيغها قطر بين الولايات المتحدة وطالبان شهدت تقدما كبيرا حسب المعلومات التي خرجت مؤخرا وتدلل على ذلك بأن طالبان اختارت واحدا من أبرز قياداتها لرئاسة وفد التفاوض.
وتعتبر هاريسون أن تعيين الملا عبد الغني بارادر في قيادة وفد التفاوض يؤشر على مدى جدية طالبان في المفاوضات التي تدشن نحو عقدين من الصراع بين الطرفين و كذلك يعد مؤشرا لبداية تفاوض حقيقي لإنهاء واحدة من اكبر الحروب في العالم.
وتشير هاريسون إلى أن الملا برادر يعد أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعدا لأول قائد للحركة الملا محمد عمر كما تولى في السابق قيادة الذراع العسكري لها موضحة أنه سيتولى رئاسة مقر الحركة في العاصمة القطرية الدوحة التي تعد بمثابة سفارة الامر الواقع لها والمقر الدولي للحركة.
وتقول هاريسون إن رئاسة الملا برادر لوفد التفاوض مع واشنطن سيجعل بمقدوره اتخاذ قرارات سريعة من دون الاضطرار للعودة إلى القيادات الأخرى في طالبان خاصة وأنه عرف من قبل بجنوحه للتوصل إلى حل سلمي للحرب قبل اعتقاله عام 2010 في باكستان.