المصدر / وكالات
جريمة خطف مثيرة رغم القبض علي المتهمين فيها الا ان الطفل المختطف لم يعد إلى أسرته ولم يعلموا عنه شيئا إلى الآن يعيشون فى حالة حيرة ووقلق على ابنهم فهم يريدون معرفة مصيره .. محاور عديدة تربط هذه الجريمة ببعضها فهناك اختطاف طفل !.. وكيف تم اكتشاف الجناة المختطفين ؟.. وسر اللعبة الصغيرة التى دلت أهل الطفل الى المتهمين ؟.. وسر مقتل الجانى الرئيسي وراء خطف الطفل اثناء مهمة استعادة الشرطة للطفل وحقيقة هروبه من الشرطة حتى أطلقوا النار عليه فلقى مصرعه!.. محاور عديدة تتفرع من هذه الجريمة الشائكة نتعرف عليها فى السطور القادمة.. والمآساة التى تعيشها أمه والأحلام التى تراودها ليلا نهارا بعد اختطاف ابنها !.
الطفل محمود صاحب ابتسامة لا تفارق وجهه مطلقا .. بشوش الوجه .. دائم التهريج والضحك .. دائما قبل ان يذهب إلى أى مكان يتجه إلى أمه ويسألها عما اذا كانت تريد منه شيء أم لا .. فكانت أمه تحبه وتتأمل عقله الذي يكبر سنه بمراحل وتدعوا له الله ان يحفظه .. قرر والدا محمود أن يبدأ طفلهم الدروس مع زملائه قبل بدء العام الدراسي الجديد .. وبالفعل كان زملاء محمود يمرون عليه حتى يذهب معهم .. لكن فى هذا اليوم لم يذهب محمود مع زملائه كعادته وتأخر بعض الشيء حيث انه كان يشترى بعض المستلزمات لأمه .. وخرج محمود بعدها .. حاملا شنطة المدرسة على كتفه.. الابتسامة مرسومة على وجهه .. أعطى أمه قبلة بيده بعد ان لمس فمه ثم خرج من الباب .. ليختفى إلى الطفل حتى وقتنا هذا ولا يعلم عنه والديه وأهله عنه شيء.
كان زميله ينتظره بالقرب من منزله وحينما تأخر عليه جاء إلى ام محمود وسألها عليه .. فأبلغته انه ذهب له .. وخرجت الأم تبحث عن طفلها الصغير الذي لم يتجاوز 7 سنوات ولم تعثر عليه .. أبلغت ابن عمه أحمد شاب فى العقد الثانى من العمر وبقية أهله الذين يقطنون فى مكان واحد .. القلق والخوف سيطر على الجميع خشية ان يكون حدث مكروه للطفل.. بسرعة انتفض وبحثوا عنه فى كل مكان لدى أقاربهم وزملائه وفى مكان الدرس ولم يعثروا عليه فى أى مكان .. وقام البعض منهم بحمل ميكروفونات أعلى السيارات وجابوا الشوارع بها وأدلوا ببيناته ومواصفاته حتى يتم التعرف عليه او يكون قد يكون مشى فى الشارع بمفرده او استقل سيارة خطأ لكن جميع هذه المحاولات بات بالفشل .. هنا أسرع والده إلى قسم الشرطة وحرر بلاغ اختفاء ابنه فى ظروف غامضة .
مر الوقت وكان ابن عمه أحمد يبحث فى الشوارع وفى أركان الطرقات ولدى الجيران وأثناء هذه المحاولات شاهد أحمد طفل اسمه محمد وشهرته " منو " سأله عن محمود .. صمت الطفل الصغير .. وابتسم .. شعر أحمد وقتها ان هذا الطفل يعلم شيء عن الطفل المتغيب .. ظل يتحدث معه حتى يعرف منه مايعلمه .. فقال له هذا الطفل ان محمود كان عندهم فى البيت .. على الفور أسرع الشاب ومعه الطفل منو إلى منزله بحثا عن الطفل المتغيب لكنه لم يعثر عليه.. وظل يسأل والد الطفل منو اين محمود لم يجب عليه وتجاهل كلام الشاب وكانه لا يعرف شيئا عن الطفل .. وأثناء خروج احمد من منزل الجيران عثر على لعبة صغيرة لمحمود اعتاد ان ياخذها معه الدرس حتى يلعب بها مع زملائه .. امسك بها الشاب وابلغ والد الطفل محمود وأسرته على الفور تم احضار مجموعة من الناس الجيران والأقارب وأهل المنطقة حتى يكونوا شهداء على الواقعة .. وعرضوا عليهم فدية لإعادة الطفل لكنهم أنكروا اختطاف الطفل.
على الفور ابلغ والد الطفل رئيس المباحث الذي انتقل الى مكان الواقعة ومنزل جيران والد الطفل المحتطف .. وبعد سرد الحكاية وشهادة الطفل الصغير والعثور على اللعبة الذي كان يحملها محمود الطفل المتغيب .. ألقى الضابط القبض علي الزوج ويدعى محمد شبورة وابنته كريمة التى تبلغ من العمر 15 عاما .. وحاول معرفة ابن اخفوا الطفل الا انهم لم يعترفوا بشيء وظلوا متمسكين .
كانت ام الطفل تعيش لحظات عصيبة فى هذا الوقت .. دموعها تنهمر منها لا تتوقف أبدا عن البكاء .. يدور فى عقلها سيناريوهات ان ابنها تم اختطافه ولم تعد تراه او ربما الخاطفين بعد اكتشاف جريمتهم قد تخلصوا منه .. كانت تذهب كل فترة تقف امام منزل الجيران المتهمين باختطاف الطفل .. تدور حوله ربما تسمع صوت ابنها .. تنظر الى أقارب المتهم وأبنائه نظرات وكأنها تقول لهم ارحموا ضعف الطفل وارحمونى من العذاب الذي اعيش فيه ليل نهار .. لكن لا يزال هذا المسلسل الدرامى مستمر فمنذ هذه اللحظات ولم يعد طفلها .
كان الأب على الجانب الأخر يتابع قضية اختطاف ابنه فى الشرطة ومع رئيس المباحث لكنه علم ثالث يوم تم القاء القبض فيه على المتهم الأول انه توفى فى قسم الشرطة وبسؤاله عن سبب وفاة المتهم باختطاف ابنه علم من مصادر انه اثناء رحلة البحث عن ابنه فى الظهير الصحراوى للجيزة بعد اعتراف المتهم وانه سوف يرشد عن مكان الطفل ودلهم على هذا المكان لم يرشدهم وظل يضللهم محاولا الهرب فأطلقوا الرصاص عليه فأصابته طلقة وتوفى .
منذ هذه الأيام ويوم اختفاء الطفل الصغير وابلاغ الشرطة 22 مارس الماضى ولم يعد الطفل الى أسرته ووالديه يعيشان فى عذاب .
التقت " اخبار الحوادث" بوالد الطفل محمود وكان واضح عليه التأثر والتعب والإرهاق فهو لا يعرف النوم ودائما مابين قسم الشرطة والنيابة حتى يعرف طريق ابنه او حتى يصل لأى معلومة قال : لم أعرف سبب اختطاف هؤلاء لأبنى لانى رجل فى حالى بمنطقتى .. ليس لى مشاكل مع أحد ولكن هؤلاء معروفين بسمعتهم السيئة فالرجل مسجل خطر وحينما تنزل الى المنطقة وتسأل عنهمتعرف انهم ليسوا اناس عاديين .. فى نفس اليوم الذي تم اختطا ابنى فيه كنت فى عملى وابلغتنى زوجتى وحضرت وبحثت عنه وعندما شاهدت لعبته تيقنت انهم هم وراء اختطافه لكن سرعة اكتشاف الجريمة لم تعطهم الوقت حتى يطلبوا فدية .. ورغم ذلك عرضت عليهم لكنهم انكروا وباكتشاف انهم وراء الجريمة انتهى الوضع بالنسبة لهم وان الطفل سوف يرشد عليهم وهذا ما أخشى عليه ان يكونوا اصابوا ابنى بمكروه لذلك اناشد وزير الداخلية بالبحث عن ابنى ومعرفة مكانه واعادته الى احضان والديه .
وأضاف قائلا: تقدمت بشكوى حملت رقم 16686 / 2014 الى النائب العام لأن بعد موضوع وفاة المتهم الأول وأحسست ان قسم الشرطة تقاعسوا عن اداء واجبهم ولم يعدو يشتغلوا بالقضية مثلما كانوا مهتمين بها قبل وفاة المتهم ، مشيرا الى ان ابنة المتهم تم القبض عليها وسبق ان اعترفت لى انهم اختطفوا ابنهم فى تسجيل صوتى ولم يتحرك احد إلى الأن لمعرفة مكان ابنى، وأشار الى ان المتهمين المقبوش عليهم فى هذه القضية كثيرين وهم كريمة ابنة المتهم الأول وماجدة زوجته واسلام ومنى ابناء المتهم الأول.
والتقطت ام الطفل المخطوف طرف الحديث من زوجها قائلة: انا ام ولا أنام منذ هذه لحظة غياب ابنى عن عينى.. وكلما وضعت راسي على المخدة وركنت جسدى الى السرير يأتينى طفلى اتخيل صورته امام عينى وأتخيل انه لا يأكل ولا ينام ويعذب ويهرب النوم من عينى ليراودنى القلق مكانه .. ماساة اعيشها .. وأتوجه بهذه المأساة الى وزير الداخلية ليكشف لغز جريمة اختطاف ابنى رغم القبض على المتهمين إلا انه لم يعد حتى الآن او أعرف مصيره.