المصدر / وكالات - هيا
مع تصعيد الغارات الجوية الروسية في إدلب، بالتنسيق مع تركيا، يبدو أن إعادة فتح طريق غازي- عنتاب- حلب في مهب الريح.
فعلى الرغم من أن الطرفين الروسي والتركي، باشرا بالفعل السير نحو خطواتٍ ملموسة لإعادة فتح الطريق الدولي الذي يوصل مدينة غازي عنتاب في الجانب التركي، بحلب في الجانب السوري، تمهيداً لتطبيق اتفاقٍ سابق بين الطرفين وفق مباحثات أستانا للسلام في سوريا، إلا أن هذا الأمر قد يطول لعدة أسباب.
وفي هذا السياق، أكد مسؤولان بارزان في المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا، أن "الحديث عن هذا الأمر (فتح الطريق الدولي) سابق لأوانه الآن".
وبحسب يوسف حمّود، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني المدعوم من أنقرة، فإنه، "لا يمكن اعتبار فتح طريق عنتاب ـ حلب الدولي، ملفاً منفرداً".
وقال حمّود في اتصالٍ هاتفي مع "العربية.نت" إن "هذا الملف يحتاج لحل قضايا عدّة في هذه المنطقة، على رأسها ملف إدلب لحماية المدنيين وبلدة تل رفعت والقرى العربية حولها لإعادة الأهالي المهجرين إليها"، موضحاً أن "الطريق، يمر من هذه البلدات التي تعد شرياناً رئيسياً مرتبطاً بطريق حلب ـ دمشق الدولي الّذي يمر من إدلب".
وتعد بلدة تل رفعت ومعها أكثر من 30 قرية كبيرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلين أكراد بالقرب من حلب، العقدة الأبرز والتي يمر منها الطريق الدولي الّذي يصل مدينة غازي عنتاب التركية بحلب السورية، عبر معبر "باب السلامة" في إعزاز والتي تسيطر عليها فصائل سورية معارضة تدعمها أنقرة.
وفي المنطقة ذاتها التي يتواجد فيها مقاتلو "وحدات حماية الشعب" التي تشكل الحجر الأساس في تحالف "سوريا الديمقراطية"، تتواجد أيضاً قوات من النظام السوري ومعه ميلشيات إيرانية، بالإضافة لنقاط مراقبة روسية. وهذه الجهات كلها تسيطر معاً على أجزاءٍ رئيسية من طريق غازي عنتاب ـ حلب الدولي.
إلى ذلك، شددت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت" على أن "الطرفين الروسي والتركي، لم يصلا بعد لاتفاق حول فتح هذا الطريق، لعدم وجود موافقة إيرانية حتى الآن حول الأمر" رغم اجتماعهما قبل يومين بالقرب من مدينة إعزاز.
ووفقاً للمصدر ذاته فإن الاتفاق المبدئي بين الطرفين الروسي والتركي يقضي فقط بـ "إزالة المفخخات" بين المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو وحدات حماية الشعب، ومناطق سيطرة المعارضة المسلّحة، بهدف "تجهيز" الطريق و"فتحه في وقتٍ لم يحددانه بعد".
ويشكل طريق غازي عنتاب ـ حلب الدولي، الامتداد الرئيسي لطريق حلب ـ دمشق الدولي والّذي يمر من مناطق في ريف إدلب التي تتعرض لقصفٍ مدفعي من قبل النظام منذ أواخر شهر شباط/فبراير الماضي، في خطوةٍ تهدف للسيطرة على الطريق الدولي الّذي يمرّ من ريف إدلب ويربط بين حلب ودمشق. وأسفر القصف عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.
وشدد الصحافي، عامر السيد علي المتواجد بريف إدلب، على "تسجيل موجة نزوحٍ كبيرة من بلدة خان شيخون، نتيجة القصف المستمر من قبل النظام والعدد المتزايد للضحايا المدنيين" على حدّ قوله.
وأشار السيد علي في اتصالٍ مع "العربية.نت" إلى أن "النظام يصعد استهدافه للمدن الكبيرة الواقعة بريف إدلب على طريق حلب ـ دمشق الدولي، ومنها خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب".
من جهته، قال النقيب ناجي مصطفى، الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، في اتصالٍ مع "العربية.نت"، إن "النظام السوري، يخرق هدنة سوتشي باستمرار، والقصف على بعض القرى والبلدات بريف إدلب، لا يزال متواصلاً إلى الآن".
وأضاف "لكننا في الجبهة الوطنية، نقوم بالرد على مثل هذه الخروقات، من خلال استهداف مقرات ومعسكرات النظام المحيطة بالمنطقة، مثل معسكر أبو دالي وتل ملح وشم الهوى، بالإضافة لمعسكرَي أبو ظهور وجورين"، موضحاً أن "النظام يستهدف ريف إدلب من هذه المعسكرات".
ويعد كلّ من معسكر "أبو دالي" الواقع بريف حماة الشمالي و "أبو ظهور" الواقع في ريف إدلب الشرقي و"جورين" الواقع في سهل الغاب، من أبرز نقاط النظام التي تفصل بين مناطقه، ومناطق أخرى تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، بالإضافة لنقاط أخرى يتمركز فيها مقاتلون من الجبهة الوطنية للتحرير.
وخسرت الجبهة الوطنية للتحرير والتي تدعمها أنقرة أغلب مناطق سيطرتها بإدلب وريفها بعد صراعٍ دموي مع "النصرة" استمر لأيام، بداية العام الجاري، رغم تعداد مقاتليها الّذين يصل عددهم لنحو 70 ألف مقاتل بحسب ناطقها الرسمي.
وأعلنت "النصرة" منذ بداية اتفاق سوتشي، "رفضها وعدم التزامها به"، مؤكدة "مواصلة محاربة قوات الأسد"، رغم محاولات أنقرة حثّها على القبول بذلك الاتفاق الّذي على ما يبدو قد باء بالفشل.
ولم يتمكن الطرفان الروسي والتركي معاً، من إنشاء منطقة منزوعة السلاح بإدلب وريفها، كان من المقرر أن يتراوح عمقها بين 15 إلى 20 كيلومتراً، وفقاً لاتفاق سوتشي المبرم بين الجانبين في 17 أيلول/سبتمبر الماضي.