المصدر / القاهرة:غربة نيوز
هناك حالات، يجب أن يصبح الصحفي فيها أعمى أو أصم.. القراء لا يعرفون أن اسرائيل تؤسس للسلاح النووي ".
هكذا تحدث ليفي أشكول، رئيس الوزراء الاسرائيلي، إلى الصحفيين، في الاجتماع السري الذي جمعهم يوم 9 مايو 1963م.
قبل أيام نشر موقع أرشيف الدولة الاسرائيلية، ملف مخابراتي، يتناول تفاصيل اجتماع سري دار بين رئيس الوزراء ليفي أشكول مع كبار صحفيين الدولة، لمنعهم نشر مقالات الرأي الخاصة بمفاعل ديمونة النووي.
وأوضحت صحيفة "هارتس" التي نشرت تفاصيل هذه الأوراق، أن هذا الملف تمت إزالته يوم الخميس الماضي، مع وضع علامة "سري غير مسموح بالنشر"، وبالتالي لم يعد متاحًا للمتابعين قراءته مرة آخرى.
أوضحت صحفية "هارتيس" العبرية، أن رئاسة الوزراء، اعتادت بين الحين والآخر عقد لقاءات مع الصحفيين، تتناول خلالاها معلومات سرية حول أمن اسرائيل، غير مسموح بنشرها.
لكن هذه المرة خالف الصحفيين ما اعتادوا عليه، بعدما نشروا إلى العالم بعض التفاصيل المحظور تناولها حول مفاعل ديمونا النووي.
و اعتمدت اسرائيل التكنولوجيا النووية، من خلال بناء هذا المفاعل عام 1963، وحاولت اسرائيل اخفاء نوياها من هذا المفاعل، والتي ارتكزت على حماية أمنها في المنطقة، فضلًا عن التهديد الخفي للدول العربية وضمان بقائها كمحتل يصعب الخلاص منه فيما بعد.
لكن ما نشرته الصحافة حينها، كشف بعض مخططات الاحتلال الاسرائيلي تجاه المنطقة، وهو ما أغضب السلطات حينها، فعقدت اجتماع لكبار المحررين، ووجهت الأوامر المباشرة لهم بعدم النشر أي معلومة تخص المفاعل النووي.
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحفين، "من غير المقبول أن تتم مساومتنا على هذا المف أثناء مفاوضاتنا مع أي دولة"، بحسب ما كشف الملف السري.
وأضافت الصحفية العبرية، أن اثنين من المحررين الذين حضروا الاجتماع وافقوا على رأي رئيس الوزراء، بأهمية عدم النشر حول مسألة مفاعل ديمونا النووي.
وأكد يعقوب عميت، محرر صحيفة هاميشير"، "نحن سعيدين بالثقة التي منحتونا إياها، كان واضحًا للجميع أن هذه المسألة غير مسموح الكتابة عنها في الصحف أو مناقشتها، أعدكم أننا لن نخيب أمالكم في المستقبل".
لكن محرر صحيفة "هارتس" وهو جيرشوم شوكين، لم يوافق على حظر النشر ورقابة الصحف، مناديًا بحرية الرأي والتعبير، مؤكدًا أن منع الحدث عن المفاعل النووي من شأنه أن يعرض البلاد للخطر".
وتابعت الصحيفة العبرية، أن كلام شوكين، أغضب رئيس الوزراء، الذي رد بلهجة حادة "يجب أن نلتزم بالاتفاق الذي استقررنا عليه جميعًا، فلا مجال لحرية الرأي والتعبير في هذه المسألة".
وأضاف، "يمكنكم الحدث عن نقاط الضعف في الحكومة، أو انتقاد أدائها، لكن المفاعل النووي خطر، ويضر بأمن اسرائيل".
واتفق شيمون بريز، نائب وزير الدفاع حينها والمسؤول عن انشاء برنامج اسرائيل النووي، مع حديث رئيس الوزراء، وسأل الصحفيين، ماذا لو طالبتم بمنع صنع قنبلة نووية وفرض رقابة على المفاعل، هل يعتبر ذلك تعبير عن الرأي؟
وبحسب "هارتيس"، أوضح بريز حينها للصحفيين، أهمية المفاعل النووي لاسرائيل، وكيف أنه أعطاهم "الثقة بالنفس"، مؤكدًا أن السلطات تعتمد السرية التامة في الحديث عن هذا المفاعل الذي يمكن استخدامه "لصد هجمات الأعداء".