المصدر / وكالات - هيا
قال بريان هوك، الممثل الخاص لشؤون إيران بالخارجية الأميركية، إن النظام الإيراني عبارة عن "مافيا فاسدة" تنشر الإرهاب وتقمع شعبها، ولن يرضخ إلا بالضغط الاقتصادي وفرض العزلة الدبلوماسية والتهديد بالرد العسكري، كما دأب على ذلك.
وأكد في مقابلة مع قناة "صوت أميركا 365" الناطقة بالفارسية، مساء الثلاثاء، أن هذا النظام لو أراد حل المشكلة من خلال الحوار، لفعل ذلك منذ فترة طويلة لكنه لا يفهم سوى لغة الضغط.
وشدد هوك أيضاً على أن النظام الإيراني هو نظام سارق ومافيا فاسدة تسببت في معاناة شعبها من الفقر.
رد سريع وحاسم
وحول إرسال واشنطن حاملة طائرات ومعدات وتجهيزات عسكرية إلى المنطقة للرد على تهديدات طهران، قال هوك إن "الولايات المتحدة ستفعل كل ما في وسعها لردع أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها، وأن ذلك سيواجه برد سريع وحاسم".
وأكد أن "هذا النظام اعتاد تخويف العالم عندما يجد نفسه في عزلة دبلوماسية واقتصادية، فوجهة نظر النظام الإيراني هي أنه يقول للعالم: "إذا لم تسمحوا لنا بالتصرف كدولة إرهابية، فسوف نرتكب المزيد من الأعمال الإرهابية".
وأضاف: "نعتقد أن هذه القضية في العديد من الحالات قد أرهبت العديد من الدول.. فبعد هزيمة داعش قال الوزير بومبيو إن إيران اليوم هي التهديد الأكثر دراماتيكي للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأضاف: "إننا اتخذنا السياسة الخارجية الصحيحة للتعامل مع هذا التهديد المأساوي، وهذا يشمل الضغط الاقتصادي الشديد والعزلة السياسية والاستعداد لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية مصالح الولايات المتحدة".
وحول تهديدات إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، قال ممثل الخارجية الأميركية لشؤون إيران إن الرئيس ترمب "أكد أن أي قرار تتخذه إيران بالخروج سيكون له عواقب وخيمة".
حظر النفط
وحول حظر صادرات النفط الإيراني، قال هوك إنه يأتي ضمن سياسة الضغوط القصوى التي تتبعها إدارة الرئيس ترمب، وأكد أن "إيران كانت تصدر مليونين ونصف المليون برميل من النفط يومياً، لكن في الأشهر الستة الأولى بعد انسحاب الرئيس ترمب من الاتفاق، "قمنا بتخفيض الكمية اليومية إلى مليون برميل، وفي الأشهر الستة التالية، قمنا بخفضها نصف مليون برميل آخر".
وأضاف: "بلغت صادرات النفط الإيرانية اليومية نحو مليون برميل. كما أعلنا للدول الخمس التي تواصل استيراد النفط من إيران أنه لن يتم منح أي إعفاءات أخرى، ما سيؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر".
وشدد هوك على أن "حكومة الرئيس ترمب تبنت نهجاً غير مسبوق في تاريخنا في العلاقات مع إيران"، مضيفاً: لقد فرضنا عقوباتنا بطريقة لا يوجد لها مثيل في التاريخ.. ترى دول أخرى في العالم أيضاً أننا أضفنا موارد وموظفين وأموالاً جديدة لضمان مراقبة الجهود المبذولة لتطبيق العقوبات ومن ثم معاقبة أي محاولة للالتفاف عليها".
وذكر هوك أن واشنطن فرضت خلال عام أكثر من 25 جولة عقوبات على إيران وشملت أكثر من 1000 فرد ومنظمة.
تصدير الثورة
وأكد الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران أن العقوبات صُممت بشكل يؤدي إلى "زيادة تكلفة تصدير الثورة إلى المنطقة من لبنان إلى اليمن ومواصلة الضغوط على النظام الإيراني حتى يكف عن ذلك".
وأضاف: "برأيي، يدعم معظم الناس في إيران هذا النهج لأن النظام ينفق جزءاً كبيراً من مواردهم على هذه المغامرات العنيفة، وتصبح إيران دولة فقيرة".
وقال هوك إن "النظام ينفق الأموال التي يحتاجها شعبه لدعم الأسد وجماعات حزب الله وحماس والحوثي".
مافيا فاسدة
وأكد أن هذا النظام "طيلة 40 عاماً من سوء الإدارة تحول إلى مافيا فاسدة ابتليت بها شعبها، وأن مستوى المعيشة اليوم أفضل بقليل من 40 سنة مضت.. قارن طهران اليوم بمدن مثل الدوحة وأبوظبي ودبي.. ما فعله هذا النظام بشعبه هو كارثة".
وتابع: "لذلك سوف يستمر ضغطنا.. نريد أن نرى اتفاقاً جديداً وأفضل، لكن النظام الإيراني على جميع المستويات، من المرشد إلى الرئيس إلى وزير الخارجية وقاسم سليماني، جميعهم قالوا إنهم لا يريدون التفاوض".
وقال هوك إن شرط المفاوضات "أولاً يجب أن نرى تغييراً عملياً.. الحديث لا يكفي.. أن يأتي وزير الخارجية [الإيراني] إلى الولايات المتحدة ويشارك في برنامج تلفزيوني يوم الأحد، ويتمتع بالحريات هنا ويحرم شعبه في إيران، هذا لن يحدث فرقًا.. علينا أن نرى تغييراً حقيقياً في سلوكهم".
شروط المفاوضات
وشدد هوك على سياسة واشنطن خلال عام رفعت تكاليف السياسة الخارجية لإيران من العدوان الإقليمي إلى البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ وحتى انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقال التعسفي لمزدوجي الجنسية، وما إلى ذلك.
وأكد أن تاريخ هذا النظام لأكثر من 40 عاماً يدل على أنه لا توجد حتى حالة واحدة بأنه يأتي الى طاولة المفاوضات إلا على الأقل في هذه الحالات الثلاث: الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية والتهديد بالرد العسكري.