المصدر / وكالات - هيا
شهدت جاكرتا حشودا لمتظاهرين رافضين لنتائج الانتخابات التي أظهرت فوز الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو بعهدة ثانية. وظلت الاحتجاجات سلمية حتى تفرق المتظاهرون للإفطار وصلاة التراويح، لكن متظاهرين عادوا واشتبكوا مع آلاف من رجال الشرطة بعد منتصف الليل.
وظلت الشرطة من وحدات مكافحة الشغب والشرطة المقاتلة تلاحق المتظاهرين في الشوارع المحيطة بمفوضية مراقبة الانتخابات وعدد من أهم مؤسسات الدولة والوزارات حتى فجر الأربعاء.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت عن نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية التي أجريت يوم 17 أبريل/نيسان الماضي، قبل يومين من الموعد المرتقب، وهو ما اعتبره معارضون استباقا لأي مظاهرات أعلن عن تنظيمها اليوم الأربعاء. كما جاء الإعلان قبل فجر الثلاثاء بثلاث ساعات، وبعدما أحيط مبنى المفوضية بالأسلاك الشائكة والمدرعات ورجال الأمن.
وأكدت المفوضية فوز الرئيس جوكو بعهدة رئاسية ثانية بعد حصوله على 55.5% من أصوات الناخبين، مقابل حصول مرشح تحالف المعارضة برابوو سوبيانتو على 44.5% من الأصوات.
وكان لافتا التوزيع الجغرافي لتحالفي الحكومة والمعارضة بين الأقاليم والجزر، فتحالف المعارضة الذي يضم ثلاثة أحزاب وطنية وحزبين إسلاميين يمثلان التيارات الإصلاحية والمحافظة، كسب المعركة في 13 إقليما من بين 34 إقليما في البلاد، ومن بينها كل أقاليم جزيرة سومطرا ذات الأغلبية المسلمة، باستثناء إقليمي سومطرا الشمالية ولامبونغ المتنوعين ديمغرافيا، حيث فاز فيهما جوكو بنسبة 52.32% و59% على التوالي.
وجاء فوز المعارضة في أقاليم أخرى مثل كاليمنتان الجنوبية، وسلاويسي الجنوبية والجنوبية الشرقية، وشمال جزر الملوك، ونوساتنغارا الغربية، إضافة إلى جاوا الغربية وإقليم بانتن اللذين تقطنهما قومية السوندا ويحيطان بالعاصمة شرقا وغربا.
في المقابل فاز جوكو في الأقاليم الـ21 الأخرى شمالي وشرقي إندونيسيا، ومن بينها بعض الأقاليم بفارق بسيط كفوزه في جاكرتا بنسبة 51.68% فقط، وفي إقليم غورانتالو بنسبة 51.7%، وترتفع النسبة في الأقاليم المختلطة دينيا وإثنيا.
وكان لإقليمي جاوا الشرقية والوسطى دور محوري في ترجيح كفة جوكو، حيث صوت له فيهما 33 مليون ناخب، وهما معقل حزب النضال من أجل الديمقراطية، أبرز الأحزاب العلمانية في البلاد بزعامة سوكارنو بوتري، الحزب الذي ينتمي إليه جوكو.
كما أن الإقليمين هما معقل حزب النهضة القومية، الواجهة السياسية لجمعية نهضة العلماء التي تمثل التدين التقليدي الصوفي في البلاد. وقد أيدت النهضة جوكو، كما أن حزبها حليف مهم له، وقد حصل على 9.69% من الأصوات في الانتخابات النيابية.
وأعلنت المعارضة على لسان مرشحها برابوو رفض النتائج في مؤتمر نظمته قبل نحو أسبوع، مشيرة إلى عمليات "تزوير منظمة وواسعة"، وإشكالات في المنظومة الانتخابية الإلكترونية، ابتداء من سجل الناخبين الذي قدمت تحفظات على ملايين الأسماء فيه، وأخطاء حسب قولها في إدخال البيانات الإلكترونية من قوائم فرز الأصوات في نحو 813 ألف مركز اقتراع.
وردت مفوضية الانتخابات على تلك الاعتراضات، لكن المعارضة قالت إن المفوضية لم تجر التعديلات التي طولبت بها قبل الاقتراع أو قبل الإعلان النهائي عن النتائج.
وقدمت المعارضة بعض الطعون دون تحقيق نتيجة مرضية، وقد تتقدم بطعون أخرى لدى المحكمة الدستورية، رغم استبعاد ساسة وقانونيين أن يغير ذلك من النتيجة المعلنة، مثلما حصل في انتخابات عام 2014، حيث لم تقبل المحكمة الدستورية طعن مرشح المعارضة نفسه برابوو في نتيجة الانتخابات الرئاسية التي شهدت خسارته فيها.
كما طرح تساؤل حول الفارق بين الأصوات المقبولة في اقتراع الرئاسة التي بلغت 154 مليون صوت، مقابل نحو 140 مليون صوت قبلته المفوضية في اقتراع المجالس التشريعية رغم أنهما في نفس اليوم، وأدلى الناخبون بأصواتهم بالتأشير على نحو 780 مليون بطاقة اقتراع في نفس اللجان الانتخابية.