المصدر / وكالات - هيا
قال تقرير إسرائيلي إن القيادة الفلسطينية تعيد التفكير الآن في كل ما يتعلق بصفقة القرن، وقد أرسلت رسائل ناعمة للبيت الأبيض بهذا الخصوص، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، الأربعاء.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول رفيع في رام الله، أنه تم مؤخراً تبادل رسائل بين رام الله وواشنطن من أجل تصويب الأمور وإنهاء مقاطعة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وفريق صهره ومستشاره جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص إلى المنطقة جايسون غرينبلات.
وأكد المسؤول أنه من المتوقع أن يغادر وفد فلسطيني من رام الله يرأسه ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة إلى واشنطن قريباً لمقابلة كبار المسؤولين الأميركيين، وذلك إثر "اتصالات ومناقشات سرية جرت مؤخراً بين مقربين من ترمب وأبو مازن". وأوضح المسؤول الفلسطيني، أن "هذه ليست سوى استكشافات، لكن الجانبين عرضا موقفاً إيجابياً، وتم إحراز تقدم نحو إمكانية تجديد العلاقات".
وبحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط"، فقد أرجعت الصحيفة الإسرائيلية أسباب التغيير في النهج الفلسطيني إلى خيبة الأمل من الدول العربية، التي وافقت على المشاركة في مؤتمر البحرين، على الرغم من نداءات أبو مازن لمقاطعته. إلى جانب "التقييم في رام الله بأن الجانب السياسي لصفقة القرن سيتم تقديمه فعلاً بعد الانتخابات وتشكيل حكومة في إسرائيل، وبناءً عليه يجب أن تكون العلاقات مع الرئيس ترمب وإدارته مستتبة، أما السبب الثالث فهو الوضع الاقتصادي القاسي للسلطة الفلسطينية، ولأن رام الله مهتمة بالتأكيد بتجديد المساعدات الأميركية".
ويأتي ذلك في ظل تقدير متزايد بأن ترمب قد يفوز بولاية ثانية في انتخابات 2020.
وجاء الحديث عن "اتصالات سرية" من أجل استئناف العلاقات، في ذروة الاتهامات المتبادلة بين الفلسطينيين والأميركيين حول مقاطعة السلطة للورشة الاقتصادية في المنامة نهاية الشهر الماضي، وتستهدف تنشيط الاقتصاد في الأراضي الفلسطينية.
واتهم مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، القيادة الفلسطينية بالفشل في مساعدة شعبها بعد مقاطعة المؤتمر. ورد الفلسطينيون بأنهم غير مستعدين للحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية.
والعلاقة بين واشنطن والقيادة الفلسطينية مقطوعة منذ إعلان ترمب نهاية 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتفاقمت المقاطعة إلى عداء بعد اتخاذ ترمب سلسلة خطوات لاحقة تمثلت في قطع جميع المساعدات المالية عن الفلسطينيين، وإغلاق ممثلية منظمة التحرير في واشنطن، وافتتاح السفارة الأميركية في القدس، وإغلاق القنصلية الخاصة بالفلسطينيين هناك، وإبدائه دعماً غير محدود لإسرائيل في قضايا تجنبت الإدارات الأميركية السابقة دعم إسرائيل فيها، ومن بينها الاستيطان والحق اليهودي في القدس الشرقية، وضم أجزاء من الضفة الغربية، وإلغاء الاعتراف باللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم.
لكن كل ذلك لم يمنع إرسال رسائل علنية ودية في الوقت الأخير قد تحمل تفسيرات مختلفة.
جاريد كوشنر
وقال كوشنير نفسه بعد هجوم حاد على الفلسطينيين، إن الباب ما زال مفتوحاً، وقبل أسبوع واحد قال إن ترمب معجب بعباس، ويريد إشراكه في العملية السياسية، ثم خرج موفد الرئيس ترمب إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، ليقول إن عودة الفلسطينيين إلى المفاوضات ستعني عودة كل شيء، بما في ذلك فتح مكتبهم في واشنطن.
وذهب غرينبلات للقول إن قياديين فلسطينيين قالوا له في اجتماعات مغلقة إنهم معنيون بحل إبداعي للنزاع مع إسرائيل، لكنه يتعذر عليهم قول ذلك صراحة وجهاراً.
ولم تعقب الرئاسة الفلسطينية فوراً على التقارير حول رغبة رام الله في استئناف العلاقة مع واشنطن، لكن الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قال الثلاثاء، إن الموقف الفلسطيني ثابت، وملتزم بالثوابت الوطنية، والذي أوضحه الرئيس محمود عباس مرات عدة، وهو تحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعدم المساس بأموال الشهداء والأسرى.
نبيل أبو ردينة
وأضاف أبو ردينة: "إن الطريق إلى السلام لن يتحقق إلا عبر الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وليس عن طريق الأوهام والألاعيب التي تحاول الإدارة الأميركية وحليفتها إسرائيل، تسويقها تحت شعار السلام والازدهار الاقتصادي".
وتابع: "نجدد التأكيد على أن أي مشاريع استعمارية تستهدف الهوية والأرض، وكذلك محاولة الاعتداء على سيادة دول المنطقة ستبوء بالفشل، وأن (لا) الفلسطينية التي أفشلت ورشة المنامة ستفشل أي محاولة أخرى".
موضوع يهمك ? جددت السعودية الثلاثاء التأكيد على موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحلها وفق مبادرة السلام العربية بإقامة دولة...السعودية تؤكد: موقفنا راسخ تجاه القضية الفلسطينية السعودية
وأشار الناطق الرسمي إلى أن المعركة السياسية لم تنتهِ بعد، وأن الصفقة ما زالت تحتضر، وأن أي محاولات لتشكيل رؤية مخالفة للثوابت الوطنية والقومية لن تحقق شيئاً.
وفيما بدا رسالة علنية حول استئناف العلاقة مع واشنطن وشروطها، قال أبو رينة، إن "على الإدارة الأميركية مراجعة مواقفها وسياساتها، وأن تعي جيداً أن العنوان لتحقيق السلام والأمن والاستقرار هو رام الله والرئيس محمود عباس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وصولاً إلى سلام دائم وعادل، وفق الإجماع الدولي".
ويعتقد أن الفلسطينيين يبحثون عن مخرج معقول لاستئناف العلاقة على أن يكون مقنعاً، من أجل طي الصفحة الماضية، مثل الاعتراف بحقهم في القدس الشرقية، أو حقهم في إقامة دولة على حدود 67، ثم ترك كل شيء للتفاوض.