المصدر / وكالات
لم تخرج وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا من مقر رئاسة الوزراء، بسيارتها الفارهة ولم يلحق بها حراس ذو مناكب عريضة مزودين بتكنيكات الدفاع عن الوزير المرافق، ولم تحجز الطرق لدقائق حتى مرور موكب الوزير بسلام.
في الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية والدولية خرجت توبيرا وهي في العقد السادس من عمرها على متن دراجة هوائية،لا أحد أمامها ولا خلفها ،خرجت وهي ترتدي الخوذة لحمايتها ،وفي القفص الصغير الأمامي على درجاتها وضعت محفظتها .
قلما نجد لتوبيرا شبيهة او شبيها في بلادنا العربية، فلا وزيراً يسير بين الناس، ولا عن من قدم إستقالته مترفعاً عن الإمتيازات والنثريات التي تمنحها أي حكومة عربية .
الوزيرة الفرنسية بتلقائية إستطاعت أن تعارض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على مشروع قانون يجيز لحكومة بلادها إسقاط الجنسية الفرنسية عن أصحاب الجنسيات المزدوجة الذين ثبت أنهم تورطوا في جرائم تدعم ما أسموه "الإرهاب ".
وأعترضت ذات الأصول الأفريقية على مشروع القانون الذي يجرد الأفراد من جنسيتهم الأم , ويحمل في فرنسا حوالي 3,6 مليون مواطن جنسية أخرى غير الفرنسية ،وتمنع إتفاقية جنيف نزع الجنسية من الأشخاص وتحوليهم إلى عديمي الجنسية .
قرار حكومتها يأتي بعد أن تحولت فرنسا مسرحاً للهجمات، حيث شهد العام الماضي هجوماً على مسرح باتاكلان في باريس سبقه الهجوم على مقر صحيفة "تشارلي ابيدو" وسط باريس.
الوزيرة السمراء رفضت ما يسمى "القانون الدستوري لحماية الأمة " حيث خرجت من مجلس الوزراء معلنة إستقالتها وفي الصورة التي إلتقطها أحد الأشخاص لها فإنها خرجت ولم تبارح البسمة وجهها .
وفي تغريدة لها على حسابها الشخصي على توتير غردت الوزيرة لشعبها بقولها : المقاومة احيانا تعني البقاء، واحيانا تعني الرحيل،انسجاما مع نفسي ومعنا، من اجل أن تكون الكلمة الفصل للأخلاقيات والقانون .