المصدر / وكالات - هيا
ثارت تساؤلات عن السبب وراء تغيير وزارة الداخلية المصرية روايتها بشأن حادث التفجير الذي وقع الليلة الماضية أمام معهد الأورام وسط القاهرة وأودى بحياة نحو عشرين شخصا.
واعتبرت الرواية الأولى لوزارة الداخلية المصرية أن الانفجار مجرد حادث عادي، إذ نشرت بيانها الأول بشأن الحادث في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق قبل فجر الاثنين بتوقيت القاهرة.
وقالت فيه إنّه "حال سير إحدى السيارات الملاكي (الخاصة) مسرعة عكس الاتجاه بطريق الخطأ في شارع كورنيش النيل أمام معهد الأورام بدائرة قسم شرطة السيدة زينب، اصطدمت بالمواجهة بثلاث سيارات، الأمر الذي أدّى إلى حدوث انفجار نتيجة الاصطدام".
تغريدة السيسي
وبقيت هذه الرواية هي المعتمدة إلى عصر اليوم نفسه رغم ضخامة حجم الخسائر، إلا أن تغريدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قلبت الأمر رأسا على عقب، حيث أعلن فيها أن التفجير نجم عن عمل إرهابي.
وقال السيسي في تغريدة له نشرها في تمام الساعة 3:32 عصرا بتوقيت القاهرة "أتقدم بخالص التعازي للشعب المصري ولأسر الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحادث الإرهابي الجبان في محيط منطقة القصر العيني مساء الأمس، كما أتمنى الشفاء العاجل للمصابين.. وأؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها عازمة على مواجهة الإرهاب الغاشم واقتلاعه من جذوره، متسلحة بقوة وإرادة شعبها العظيم".
كانت هذه التغريدة بداية تغير الموقف، إذ تغير تصنيف القضية إلى "عملية إرهابية" بدلا من اعتبارها "تصادم سيارة مخالفة في السير مع ثلاث سيارات أخرى"، كما أصبحت قضية تورطت فيها خلية "حسم" التي تصنفها السلطات بأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
البيان الثاني لوزارة الداخلية صدر بعد تغريدة الرئيس المصري بنحو نصف ساعة، وقالت فيه إن "إحدى السيارات في حادث التصادم أمام معهد الأورام كان بداخلها كمية من المتفجرات".
واتهمت الوزارة حركة "حسم" بالوقوف وراء تجهيز السيارة لتنفيذ عملية إرهابية، وقالت إنه سبق أن أبلِغ عن سرقة السيارة المستخدمة في التفجير قبل أشهر.
ورأى مراقبون أن بيان الداخلية الأخير جاء كرد فعل للسخط الشعبي الذي أعقب الحادث، حيث تم تحميل الأجهزة الأمنية المسؤولية بسبب تقصيرها في تنظيم السير ورعاية الأمن في منطقة مهمة من العاصمة.
واعتبروا أنه بهذا البيان أرادت السلطات أن تحول الأنظار عن الحادثة إلى من اتهمتهم بالمسؤولية عنها وهي خلية "حسم"، لتوجيه حالة الاحتقان والغضب الموجودة في الشارع نحو جماعة الإخوان، وهو ذاته ما بادر إليه الرئيس المصري.
ورأى آخرون أن السلطات المصرية ربما أرادت استغلال الحادث لإدراجه ضمن قضايا وجرائم الإرهاب التي تتخذها -داخليا وخارجيا- أسبابا لتصفية خصومها.
وأكد أكثر من متابع تحدثوا للجزيرة عبر نشراتها أن قوة الانفجار لا تتماشى مع كون الحادث عبارة عن اصطدام سيارة خاصة مع سيارات أخرى.
وكان يتردد في البداية أن الحادث ناتج عن انفجار أنابيب غاز داخل معهد الأورام، ولكن شهادة سكان الحي تفيد بأن الانفجار ناتج عن اصطدام سيارات خارج المعهد الصحي الحكومي.