المصدر / وكالات - هيا
عبرت الولايات المتحدة وتركيا عن قلقهما إزاء تصاعد التوتر القائم في جامو وكشمير عقب قرار الهند إلغاء الوضع الدستوري الخاص بالإقليم، وهو ما استنكرته باكستان ووصفته بالقرار غير القانوني.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الأميركية أمس الاثنين "نشعر بالقلق إزاء تقارير عن اعتقالات، ونحث على احترام الحقوق الفردية ومناقشة الأشخاص في المجتمعات المتضررة".
كما دعت الخارجية أطراف النزاع إلى الحفاظ على السلام والاستقرار على طول خط المراقبة في الإقليم.
وفي الاتجاه نفسه، قالت الخارجية التركية إنها تشعر بالقلق من تصاعد التوتر إثر إلغاء المادة 370 من الدستور الهندي التي تكفل الحكم الذاتي لجامو وكشمير، وحثت على إيجاد حل للمشكلة عبر الحوار وفي إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بملف جامو وكشمير.
وأعربت أنقرة عن استعدادها للمساهمة من أجل تخفيف التوتر في المنطقة إذا وافقت الأطراف.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث المستجدات بكشمير أمس الاثنين مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وقد اعتبر الأخير في وقت سابق قرار نيودلهي "انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
ودعت منظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي إلى التدخل لإيجاد حل سلمي لنزاع كشمير، وإجراء استفتاء حر ونزيه.
في وقت سابق الاثنين، نشرت وزارة العدل الهندية نسخة من نص المرسوم الرئاسي القاضي بإلغاء الوضع الخاص للإقليم، مشيرة إلى أن القرار دخل حيز التنفيذ فورا.
والمادة الدستورية المذكورة تمنح سكان جامو وكشمير منذ 1974 الحق في دستور خاص يكفل لهم عملية صنع القرار بشكل مستقل عن الحكومة المركزية في نيودلهي.
وقد نددت الخارجية الباكستانية بهذا القرار، مضيفة أن إسلام آباد "تدرس جميع الخيارات الممكنة للتصدي للقرار بما أنها طرف في هذا النزاع الدولي" واصفة الخطوة بغير القانونية.
وحذر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي من أن مواطني الشطر الخاضع لسيطرة الهند في إقليم كشمير المتنازع عليه مهددون بالإبادة الجماعية.
وشهدت عدة مناطق في باكستان احتجاجات على إلغاء نيودلهي الوضع الخاص للإقليم المضطرب، ففي مظفر آباد عاصمة الشطر الآخر من كشمير الذي تديره إسلام آباد -وعلى بعد نحو 45 كلم من الحدود المتنازع عليها بين الدولتين- رفع عشرات المحتجين أعلاما سوداء وأحرقوا إطارات السيارات وهم يهتفون "تسقط الهند".
كما خرجت احتجاجات في كل من العاصمة السياسية (إسلام آباد) وفي كراتشي (العاصمة التجارية) وتظاهر عشرات الكشميريين أمام مبنى الخارجية في إسلام آباد منددين بقرار الهند وبما وصفوه انتهاكات حقوق الإنسان التي تقوم بها ضد الكشميريين.
في المقابل، عمت مشاهد احتفالية في أجزاء من الهند حيث رقص سكان في مدينة جامو التي يغلب عليها الهندوس، وقرعوا الطبول ووزّعوا الحلوى تعبيرا عن سعادتهم بهذا القرار.
ويأتي قرار نيودلهي في ظل مناوشات على الحدود الفاصلة بين شطري الإقليم، عقب حشد عسكري لنيودلهي في الجزء الخاضع لها، وتعليمات السلطات بإخلاء المنطقة من السياح والزوار الهندوس لأماكنهم المقدسة بدعوى التهديد الأمني ومخاوف من وقوع هجمات، كما قطعت كافة خدمات الاتصالات.
ويطلق اسم "جامو كشمير" على الجزء الخاضع لسيطرة الهند، ويضم جماعات مسلحة تهاجم الجنود لإنهاء ما تعتبره احتلالا هنديا لمناطقها، ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسامهما الإقليم ذي الغالبية المسلمة.
وقد خاضت الدولتان الجارتان ثلاث حروب أعوام 1948 و1965 و1971، اثنتان منها بسبب النزاع حول كشمير.