المصدر / وكالات - هيا
شجبت طالبان الأفغانية يوم الثلاثاء الانتخابات التي من المقرر إجراؤها الشهر المقبل واصفة إياها بأنها صورية وهددت بمهاجمة التجمعات الانتخابية بينما أعلنت الحركة والولايات المتحدة عن تقدم كبير نحو إبرام اتفاق ينهي أطول حرب أمريكية إلى الآن.
ويقول طرفا المفاوضات إن من المتوقع أن يتركز الاتفاق على التزام أمريكي بالانسحاب من أفغانستان في مقابل وعد من طالبان بألا تكون البلاد مكانا لتدبير هجمات إرهابية.
ومن المرجح أن يشمل الاتفاق التزاما من طالبان بإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية المدعومة من واشنطن لكن كثيرا من المسؤولين الحكوميين يخشون من أن الحرب ضد طالبان لن تنتهي إذا انسحبت القوات الأمريكية.
ودعت طالبان التي تقاتل من أجل طرد القوات الأجنبية من البلاد وإقامة دولة إسلامية إلى مقاطعة الانتخابات التي من المقرر أن تجرى يوم 28 سبتمبر أيلول.
وتقول الحركة إن الدول الأجنبية يجب أن تركز على جهود إبرام الاتفاق مع الولايات المتحدة حول ”إنهاء الاحتلال“. وقالت في بيان ”العملية الانتخابية ليست سوى حيلة“.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الرئيس أشرف غني بفترة ولاية ثانية وأصر على المضي قدما في الانتخابات.
وتولى غني، المسؤول السابق بالبنك الدولي والذي تدرب في الولايات المتحدة، السلطة في عام 2014 بعد فوزه في انتخابات أثارت نتائجها جدلا مريرا ووصمت باتهامات بالتزوير.
وقالت طالبان إن مقاتليها سيبذلون ما في وسعهم لمنع إجراء الانتخابات. وأضافت ”للحيلولة دون وقوع خسائر... يتعين الابتعاد عن التجمعات التي يمكن أن تصبح أهدافا محتملة“.
وقال مكتب غني إن من حق الناس أن يختاروا قائدهم وإن الحكومة مستعدة لإجراء اقتراع شفاف. وأضاف مشيرا إلى طالبان ”يجب عليهم أن يظهروا استعدادهم للسلام من خلال أعمالهم وليس تهديد الناس“.
ولا تشارك الحكومة في محادثات السلام لأن طالبان ترفض التعامل مع حكومة تعتبرها دمية في يد الولايات المتحدة.
* تقدم نحو اتفاق
وأدان أمر الله صالح المرشح لمنصب لنائب الرئيس مع غني، والذي نجا من هجوم للمتشددين على مكتبه في كابول الأسبوع الماضي، طالبان واصفا أعضاءها بأنهم ”أفغان مزيفون“ يأتمرون بأمر باكستان.
وصالح، وهو رئيس سابق للمخابرات، من أشد منتقدي باكستان التي يتهمها كثير من الأفغان بدعم طالبان. وتنفي باكستان ذلك.
ونددت منظمة العفو الدولية بتهديد طالبان قائلة إن الحركة تزعم أنها تسعى للسلام لكن تهدد بارتكاب جرائم حرب بمهاجمة التجمعات الانتخابية.
وقال مبعوث السلام الأمريكي زلماي خليل زاد، الذي يقود المحادثات الجارية في قطر مع طالبان، يوم الاثنين إنه يجري تحقيق تقدم هائل في المحادثات للتوصل إلى اتفاق.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة في قطر ”جرى إحراز تقدم هائل“.
ورغم المحادثات لم تنحسر أعمال العنف. وقالت السلطات إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب سبعة آخرون في هجوم على سيارة حكومية في كابول يوم الثلاثاء.