المصدر / وكالات - هيا
أعلن قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور، عن إجراء مناورات تدريبية في مرتفعات بورالان التابعة لمدينة ماكو الحدودية في مقاطعة أذربيجان الغربية، من أجل "مواجهة الجماعات المعارضة الكردية المسلحة".
ونقلت وكالة "مهر" عن باكبور، الأربعاء، قوله إن "هذه المناورات شملت تمارين للقضاء على مقرات الجماعات المسلحة المعادية للثورة"، بحسب تعبيره، لكنه لم يذكر تفاصيل وتاريخ إجراء هذه المناورات التي وصفها بأنها "تمرين حقيقي".
وحسب الصور والمقاطع التي نشرتها وسائل إعلام الحرس الثوري، استخدمت المدافع والدبابات في هذه المناورات بإطلاق قذائف حية.
وكانت مدينة ماكو، حيث جرت المناورات مسرحاً للاشتباكات بين الحرس الثوري والجماعات الكردية المسلحة خلال السنوات الأخيرة.
وأفاد حاكم ماكو في 2 أغسطس/آب الماضي بأن اثنين من عناصر الحرس الثوري قتلا في اشتباكات مع مجموعات مسلحة في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وفي يوليو/تموز الماضي، قصف الحرس الثوري بالمدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة مقرات الأحزاب الكردية الواقعة داخل أراضي إقليم كردستان العراق، ما خلف عشرات القتلى والجرحى، بينهم مدنيون.
وقالت طهران إن القصف جاء رداً على هجوم شنته مجموعة كردية على دورية للحرس الثوري، قتل فيها ثلاثة من العسكريين الإيرانيين.
الإعدام لـ100 معرض كردي
وقال ناشطون أكراد إن ذلك القصف جاء بعد فشل محادثات أجراها وفد إيراني مع الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة في العاصمة النرويجية أوسلو، مع ممثلي 4 أحزاب كردية معارضة هي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، وحزب "كومله" كردستان إيران، والحزبان الآخران المنشقان عنهما تحت اسمين متشابهين، هما الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحزب "كومله" الكردستاني للكادحين.
وتقول الأحزاب وجماعات مسلحة كردية إنها تريد إقليماً فيدرالياً بهدف إنهاء الاضطهاد القومي والتمييز، وهي تشترك بذلك مع أحزاب القوميات الأخرى، خاصة العربية والبلوشية والأذرية وغيرها.
وتصاعدت وتيرة القمع في كردستان الإيرانية، حيث ينتظر ما يقرب من 100 معارض كردي تنفيذ حكم الإعدام فيهم.
وتهدد ايران بمهاجمة قواعد تلك الأحزاب، التي تتخذ من كردستان العراق مقراً لها، وتدميرها بالكامل، في حال تعرضت طهران لضربة أميركية واصطفت تلك الأحزاب إلى جانب أميركا وحلفائها.
إيران تشترط
وكانت مصادر كردية قد ذكرت لـ"العربية.نت" أن إيران اشترطت على الأحزاب الكردية، خلال مفاوضات النرويج، إلقاء السلاح وتوقيع معاهدة بعدم الوقوف إلى جانب أي قوة معادية للنظام الإيراني، مقابل السماح لهم بالعودة إلى الداخل والنشاط كتنظيمات سياسية سلمية.
كما ضغطت طهران على حكومة إقليم كردستان العراق باتجاه حظر نشاط وتواجد تلك الأحزاب وتجريدها من السلاح أو يتم التعامل معها كـ"قوة معادية"، ما دفع بحكومة الإقليم بالضغط على قادة أكراد إيران للدخول في المحادثات، وفق المصادر.
لكن قادة الأحزاب الكردية يقولون إن طهران رفضت جميع شروط الأحزاب الكردية، منها إطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين الأكراد، وإلغاء حكم الإعدام ضد أكثر من 100 ناشط كردي، ووقف قتل العمال "العتالين" عبر الجبال، وغيرها من الشروط السياسية، ما أدى لتعثر المحادثات التي ردت عليها إيران بقصف صاروخي ومدفعي.