المصدر / وكالات - هيا
أعلنت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، بعد منتصف ليل الثلاثاء، عن بدء إجراءات عزل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رسميا.
وأوضحت بيلوسي أنه سيتم فتح تحقيق رسمي بهدف عزل ترامب، وأضافت في كلمة متلفزة أن "ترامب اتصل بدولة أجنبية من أجل التدخل في شؤون بلدنا وهذا خرق للقانون".
وسارع الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، إلى اتخاذ مجموعة من القرارات التي تطالب بعزل ترامب، في أعقاب اتهامه أنه سعى لابتزاز حكومة أجنبية بحجب المساعدات العسكرية عنها، ما لم تقدم له دعما سياسيا.
ورغم أن رئيس مجلس النواب، الديمقراطية نانسي بيلوسي، لم تر في السابق، أن لديها التبرير القانوني للدفع بقرار لعزل ترامب (أثناء التحقيق بفضيحة التدخل الروسي لصالحه خلال فترة الانتخابات الرئاسية عام 2016)، إلا أن مجموعة من المشرعين الديمقراطيين، تتقدم باتجاه توجيه اتهامات رسمية للرئيس، في حال ثبتت صحة المزاعم بشأن ملف أوكرانيا، أو إذا استمرت إدارته في تعطيل محاولات الكونغرس للتحقيق فيها.
وكان ترامب، بحسب ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست"، قد أمر موظفي البيت الأبيض بحجب حوالي 400 مليون دولار كمساعدات لأوكرانيا قبل أيام من الضغط على رئيسها، لدفعه إلى فتح تحقيق مع نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي الأبرز لانتخابات عام 2020، جو بايدن.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن بيلوسي عقدت اجتماعا بعد ظهر الثلاثاء، لتنسيق الإستراتيجية مع رؤساء اللجان الست الذين قادوا تحقيقات ضد ترامب، أعقبه اجتماع مغلق أوسع لجميع الديمقراطيين في الغرفة لإطلاعهم وقياس مزاجهم في ضوء الظروف المتغيرة.
بينما رفض ترامب، الذي يجري اجتماعات دبلوماسية لليوم الثاني على التوالي في الأمم المتحدة، توجه الديمقراطيين، معتبرا أن محاولات عزله ما هي إلا خدعة سياسية يائسة من قبل الديمقراطيين، ومشددا على أنه لم يرتكب أي خطأ.
وقال ترامب للصاحفيين: "أعتقد أنه أمر سخيف... فأنا أتصدر في استطلاعات الرأي. وليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية ردعي. والطريقة الوحيدة التي يمكنهم تجربتها هي العزل. هذا لم يحدث أبدا لرئيس من قبل".
يُعد هذا التغيير في موقف الديمقراطيين من عزل الرئيس، سريعا للغاية لكنه سيبقى مشروطا بظهور أدلة تدين ترامب في ملف أوكرانيا.
وبدأت هذه التقلبات في آرائهم، منذ أقل من أسبوعين، بعدما كشف النائب عن كاليفورنيا، آدم ب. تشيف، وهو رئيس لجنة الاستخبارات، عن وجود شكوى سرية قُدمت من داخل المجتمع الاستخباراتي، والتي وصفها مراقب هذه الأجهزة بـ"الحرجة"، لكن إدارة ترامب رفضت كشفها أمام الكونغرس.
ولا يزال المشرعون يكافحون من أجل الاطلاع على الشكوى، لكن تقارير إخبارية صدرت مؤخرا، أشارت إلى أنها تضمنت على الأقل، ضغط ترامب مع نظيره الأوكراني، فولويمير زيلينسكي، في تموز/ يوليو الماضي، للتحقيق في قضايا فساد لمنافسه الديمقراطي في الانتخابات المقبلة، بايدن، وابنه هنتر.
ومنذ عدّة أيام فقط، أمر ترامب موظفيه بتجميد 391 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا. ويرى المشرعون أن إيقاف المساعدات يرتبط بعدم استجابة الرئيس الأوكراني كما يبدو، لضغط نظيره الأميركي.
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي الثلاثاء أنّه سمح بنشر فحوى المحادثة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الأوكراني والتي يتّهمه خصومه الديموقراطيون بأنّه ارتكب خلالها تجاوزات يمكن إذا ثبتت أن تؤدي لبدء إجراءات في الكونغرس لعزله.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر "أنا الآن في الأمم المتحدة حيث أمثّل بلدنا، ولكنّي سمحت بأن يُنشر (الأربعاء) المحضر الكامل لمحادثتي الهاتفية مع الرئيس الأوكراني".