المصدر / وكالات
كشفت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) اليوم الأحد أن أكثر من عشرة آلاف طفل هاجروا بدون ذويهم إلى أوروبا اختفوا خلال العامين الماضيين، وأبدت تخوفها من وقوعهم بيد عصابات تجار البشر وتعرضهم للاستغلال الجنسي والاستعباد.
وقال مدير موظفي "يوروبول" بريان دونالد لصحيفة "أوبزيرفر" البريطانية إن هذه هي أرقام الأطفال الذين اختفوا من السجلات بعد تسجيلهم لدى سلطات الدول التي وصلوا إليها في أوروبا.
وأوضح أن خمسة آلاف طفل فقدوا في إيطالياوحدها، كما أكدت السلطات السويدية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن نحو ألف طفل وصلوا إلى مدينة تريلبورغ (جنوب) فقدوا.
ووصف دونالد الحديث عن بلوغ عدد الأطفال اللاجئين المفقودين عشرة آلاف بـ"التقدير المتحفظ" المتعلق بالفترة الزمنية التي تتراوح بين الـ18 والـ24 شهرا الماضية.
ولا يعتقد دونالد أن "الجميع استغلوا لأغراض إجرامية، فبعضهم ربما التحقوا بأقارب لهم، نحن لا نعرف أين هم، وماذا يفعلون، ومع من هم".
وتعد قضية هجرة الأطفال اللاجئين من دون عائلاتهم إحدى أكثر القضايا إلحاحا في أزمة تدفق اللاجئين على أبواب القارة العجوز. وأعلنت السلطات البريطانية الأسبوع الماضي أنها تستقبل قصرا بدون ذويهم من الذين فروا من الحرب الدائرة في سوريا.
وفي بريطانيا أيضا، تتحدث التقارير -بحسب الصحيفة- عن أن أعداد الأطفال الذين فقدوا بعد وصولهم إلى البلاد تضاعفت العام الماضي وسط مخاوف من استهدافهم من قبل العصابات الإجرامية.
|
"يوروبول": تقاطع بين عصابات تهريب اللاجئين لأوروبا وعصابات للاتجار بالبشر التي تستغلهم جنسيا وتستعبدهم (أسوشيتد برس) |
استغلال واستعباد
في سياق متصل، أكد دونالد للصحيفة أنهم عثروا على أدلة تشير إلى تعرض بعض الأطفال اللاجئين الذين لا ترافقهم عائلاتهم للاستغلال الجنسي، لافتا إلى اعتقال أعداد كبيرة من المتورطين في استغلال اللاجئين، خاصة مع تطور المنظومة الإجرامية المرتبطة بملف الهجرة لأوروبا خلال الأشهر الـ18 الماضية.
كما رصدت "يوروبول" تقاطعا مثيرا للقلق بين عصابات منظمة لتهريب اللاجئين إلى أوروبا وعصابات للاتجار بالبشر التي تستغلهم جنسيا وتستعبدهم.
وتقول مسؤولة في "منظمة الأمن والتعاون بأوروبا" إن "هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للخطر، لأنهم يهاجرون بدون رعاية والديهم، فهم إما يرسلون من قبل ذويهم إلى أوروبا لينضم الأهل إليهم لاحقا، أو يهربون مع أحد أفراد العائلة".
وقدرت منظمة "أنقذوا الأطفال" عدد الأطفال المهاجرين بدون ذويهم إلى أوروبا العام الماضي فقط بنحو 26 ألفا. ووصل أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى أوروبا العام الماضي، معظمهم من سوريا.
وتقدر "يوروبول" أن 27% هم من الأطفال، بحسب الصحيفة البريطانية. وقال دونالد للصحيفة "سواء كانوا مسجلين أم لا، نحن نتحدث عن 270 ألف طفل (..) وليسوا جميعهم بدون مرافقين".
وأضاف "ولكن لدينا دليل على أن جزءا كبيرا منهم ربما كانوا من دون مرافقين".