المصدر / القاهرة:غربة نيوز
بعد فشل دام سنوات في اغتياله، نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، في استهداف بهاء أبوالعطا، القائد العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في غارة على حر الشجاعية بقطاع غزة، وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد أبوالعطا (42 عاما) المكنى بـ«أبوسليم»، وزوجته، وإصابة طفليه بجروح خطيرة، واحتل أبوالعطا عناوين التقارير والتحليلات الإسرائيلية، بعد التهديدات التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باغتياله، الأمر الذي حذرت منه حركة الجهاد، وتحمله إسرائيل المسؤولية عن العمليات التي تنفذها سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
وتقول سرايا القدس إن أبوالعطا هو قائدها في المنطقة الشمالية، وأحد أبرز أعضاء مجلسها العسكري في قطاع غزة، وكان له دور بارز في الإشراف على تنفيذ العديد من العمليات الجهادية التي خاضتها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية عدة في السنوات الماضية، وأصيب بجروح في إحدى هذه المحاولات التي استهدفته في العام 2012، وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة في العام 2014، نجا أبوالعطا من محاولة اغتيال إسرائيلية حين كان نائبا لقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس دانيال منصور (أبوعبدالله)، الذي اغتالته إسرائيل في أغسطس من العام 2014.
وتصف إسرائيل أبوالعطا بأنه «صانع المشكلات الذي لا يخضع لأحد»، وأنه «كثير الحركة ولا يمكن توقع ما يريد»، وهو على اتصال مباشر بالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة المقيم في العاصمة اللبنانية بيروت. وتتهم إسرائيل أبوالعطا بأنه المسؤول الأول عن جميع العمليات التي نفذتها سرايا القدس منذ بداية العام الجاري، كإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة وعمليات القنص على السياج الأمني المحيط بقطاع غزة من الناحيتين الشرقية والشمالية، وتصفه إسرائيل بـ «قنبلة موقوتة»، وأن اغتياله جاء لمنع تنفيذه عملية كان يخطط لها في الأيام المقبلة.. وقبل أيام، نشرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية تقريرا تحت عنوان «أخطر الشخصيات على إسرائيل: نصر الله وسليماني وأبوالعطا»، ذكرت فيه أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقائد قوة قدس الإيرانية قاسم سليماني وقائد الجناح العسكري للجهاد الإسلامي بهاء أبوالعطا هم أخطر ثلاث شخصيات على الأمن الإسرائيلي.
وحول أبوالعطا، كتبت الصحيفة: «بهاء أبوالعطا قائد سرايا القدس في قطاع غزة، هو أحد كبار المسؤولين العسكريين في قطاع غزة. ورغم أن حركة الجهاد حركة سنية، إلا أنها تتلقى دعما إيرانيا لا محدودا، ويعتبر أبوالعطا من كبار مؤيدي إيران في القطاع»، وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن أبوالعطا «شارك في التخطيط لهجمات ضد إسرائيل، وأشرف على صنع الأسلحة، وتحسين قدرات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وينظر له في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كعنصر تصعيد»، وتابعت: «معروف لدى الجيش الإسرائيلي أن أبوالعطا أمر بإطلاق الصواريخ باتجاه جنوب إسرائيل في أبريل. وفقا للجيش الإسرائيلي.. تحاول الجهاد الإسلامي شن هجمات منخفضة المستوى والحفاظ على مستوى محدود من التصعيد من أجل تقويض التفاهمات طويلة الأمد من جهة، وحتى لا تصطدم مع حماس من جهة أخرى».
وأوردت الصحيفة تصريحا للناطق باسم الجيش الإسرائيلي رونين منليس قال فيه إن «هناك العشرات من البلدان حول العالم تحاول تحسين الوضع الإنساني في القطاع، ولكن في الوقت نفسه، هناك رجل داخل غزة (أبوالعطا) ورجل خارجها (زياد النخالة أمين عام الجهاد) يحاولان نسف ذلك»، وأوردت الصحيفة تصريحا لمسؤول عسكري قال إن أبوالعطا «كسليماني ونصر الله، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال، بما في ذلك خلال إحدى المحاولات عام 2012، وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تحميل حماس المسؤولية عن كل ما يحدث في القطاع، سيأتي الانتقام من الجهاد الإسلامي وأبوالعطا في يوم ما»، وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية إنه «على الرغم من أن المعلقين العسكريين قدروا أن بهاء أبوالعطا أحد أبرز قادة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وهو المسؤول عن التصعيد، إلا أنهم لم يتساءلوا عن السبب الذي دفعه لإطلاق الصواريخ»، وحاولت الصحيفة الربط بين محاولة حزب الله إسقاط طائرة في جنوب لبنان يوم الخميس الماضي، والقصف الذي نفذته حركة الجهاد الإسلامي مساء الجمعة، معتبرة أن كل ذلك يحدث بتخطيط إيراني بهدف ردع إسرائيل، وقالت القناة العبرية الثانية إن أبوالعطا هو صاحب القرار في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الجنوبية، كاشفة أن الإدارة الأمريكية أصدرت مجموعة من العقوبات بحقه، وأكدت أنه لا يشكل تهديدا على إسرائيل فقط وإنما يحرج حماس كذلك.
ويستعد المئات في ساحة مستشفى الشفاء والشوارع المحيطة للمشاركة في مسيرة تشييع الشهيد أبوالعطا، التي ستنطلق من المسجد العمري الكبير في المدينة بعد صلاة ظهر اليوم.