المصدر / وكالات
صعدت هيلاري كلينتون (74 عاما)، الخميس، هجومها على خصمها الديمقراطي في السباق لنيل ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية بيرني ساندرز (68 عاما) فوصفت طروحاته بانها غير واقعية واتهمته بالإساءة إلى سمعتها. وتواجه المرشحان الديمقراطيان في مناظرة تلفزيونية استمرت ساعتين في ولاية نيوهامشير، قبل أيام من مجلس الناخبين الذي تنظمه هذه الولاية الثلاثاء، بعدما فازت كلينتون في انتخابات ولاية آيوا بفارق ضئيل جدا على ساندرز هذا الأسبوع.
ويسجل سناتور فرمونت الذي يدعو إلى ثورة سياسية في الولايات المتحدة تقدما كبيرا على كلينتون بحسب استطلاعات الرأي في هذه الولاية وأشار آخر تحقيق ("ان بي سي" و"وول ستريت جورنال" و"ماريست") صدرت نتائجه الخميس إلى حصوله على 58% من نوايا التصويت في نيوهامشير مقابل 38% لكلينتون.
وطرحت وزيرة الخارجية السابقة نفسها مساء الخميس في موقع "تقدمية تدفع الامور قدما" وإذ أكدت أنها تتقاسم مع ساندرز "أهدافا تقدمية هامة" ولا سيما على صعيد الحد الأدنى للأجور والصحة وكلفة التعليم، إلا أنها أعلنت أن "الأرقام غير مطابقة للواقع فيما يطرحه السناتور ساندرز".
وقالت كلينتون "أريد تصور بلد حيث تعكس أجور الناس عملهم الشاق، وحيث ينعم الجميع بضمان صحي" لكنها أضافت "أنا لا أقطع وعودا لا يمكن الوفاء بها". غير أن ساندرز الذي يطالب بضمان صحي شامل وبجامعات مجانية للجميع واعدا بزيادة الضرائب على أرباح وول ستريت، نفى أن تكون طروحاته غير واقعية مشيرا إلى أنها متبعة في "العديد من الدول".
وبعدما بقي الجدل السياسي من الجانب الديمقراطي لائقا حتى الآن بالمقارنة مع الهجمات الشخصية والشتائم التي يتبادلها المرشحون الجمهوريون، سجلت النبرة تصعيدا واضحا مساء الخميس. واتهمت كلينتون خصمها بتلطيخ سمعتها من خلال تلميحات ولا سيما حول ارتباطها بوول ستريت.
"لا تليق بساندرز"
وقالت كلينتون "أعتقد أن الوقت حان لوقف هذه الافتراءات الماكرة التي تصدر عنك وعن حملتك في الأسابيع الأخيرة ومناقشة المواضيع التي تفصل بيننا" مؤكدة "لم أبدل مرة تصويتي بسبب هبة تلقيتها". وقالت "كفى، لا أعتقد أن هذا النوع من الهجمات بالتلميح يليق بك" مرددة أكثر من مرة "أنظر إلى حصيلتي، انظر إلى ما اقترحه".
من جهته اتهمها ساندرز بأنها تنتمي إلى هيئات الحزب الديمقراطي العليا فيما يقدم نفسه على أنه ممثل الأميركيين العاديين. وأكد أن أصحاب المليارات يقوضون الديمقراطية الأميركية بضخهم أموالا غير محدودة في الحملات الانتخابية. وقال "أنا المرشح الوحيد غير المدعوم من أي مجموعة سوبرباك" وهي لجنة عمل سياسي تتولى تمويل حملات المرشحين، مؤكدا انه تلقى 3,5 ملايين مساهمة يبلغ متوسط قيمتها 27 دولارا.
ونيوهامشير هي ثاني ولاية تنظم انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعد آيوا. وفي آيوا فازت كلينتون التي تحظى بالأفضلية بنظر قيادة الحزب الديمقراطي، بفارق ضئيل جدا على ساندرز (49,8% مقابل 49,6%) ما حفز حملة الأخير. ونجح ساندرز في جمع أموال أكثر من كلينتون في كانون الثاني/يناير إذ حصل على 20 مليون دولار مقابل 15 مليونا.
وفي نيوهامشير تأمل كلينتون في تحقيق نتائج تفوق استطلاعات الرأي ما سيضعها في موقع أقوى لخوض الانتخابات التمهيدية المقبلة في نيفادا وكارولاينا الجنوبية حيث استطلاعات الرأي تميل أكثر لصالحها. وكانت المناظرة التي جرت في جامعة نيوهامشير في دورهام الأولى التي تدور حصرا بين كلينتون وساندرز بعد انسحاب المرشح الديمقراطي الثالث مارتن اومالي من السباق بعد انتخابات آيوا.