المصدر / وكالات
تعهد الرئيس السوداني عمر البشير، بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها “أوامر الشعب”، واصفًا قادة فصائل المعارضة الذين قاطعوا المؤتمر بأنهم “مرتزقة تمولهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية”.
جاء ذلك خلال مخاطبته حشدًا جماهيريًا بالعاصمة الخرطوم، دعت إليه منظمات مجتمع مدني مدعومة من الحكومة، لتسليم البشير، توصيات مؤتمر “الحوار المجتمعي” الذي يمثل مسارًا موازيًا للحوار السياسي الذي اقتصرت المشاركة فيه على أحزاب متحالفة أصلا مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
ونفى البشير أن تكون مبادرته إلى عملية الحوار الوطني، ناتجة عن “ضعف أو إملاءات، إنما إيمان راسخ بأن الحوار هو السبيل لمعالجة أزمات البلاد”.
وأضاف “نقول لكل دول العالم والدول الاستعمارية بما فيها الولايات المتحدة أن السودانيين أحرار”.
ووصف البشير، مخرجات الحوار المجتمعي، الذي شاركت فيه منظمات دينية ونسوية وطلابية وثقافية ورياضية، بأنها “رسالة واضحة من الشعب السوداني”.
وتابع “نقول للمرتزقة المقيمين في فنادق واشنطن وتل أبيب وباريس وتمولهم المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنتم مشطوبين(استغنينا عنكم)”. وذلك وفق تصريحاته.
ومن المنتظر أن تختتم في وقت لاحق من فبراير/ شباط الحالي، جلسات مؤتمر الحوار الذي بدأ فعليًا في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، بحضور حلفاء رئيسيين للحزب الحاكم أبرزهم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني، وهو مرشد الطريقة الختمية، أحد أكبر الطرق الصوفية في السودان.
وباستثناء حزب المؤتمر الشعبي، الذي يتزعمه حسن الترابي، لا يوجد حزب معارض ذو تأثير شارك في مؤتمر الحوار الذي اتفقت أطرافه مبدئيًا على تشكيل حكومة “توافق وطني” مع صياغة دستور دائم للبلاد.
ولم يفلح فريق وساطة مفوض من الاتحاد الأفريقي، بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي، في إقناع أحزاب المعارضة الرئيسية وحركات التمرد المسلحة التي تحارب الحكومة في ثلاث جبهات، بالإنضمام إلى الحوار، بعدما رفض الحزب الحاكم شروطها للمشاركة.
وأبرز شروط المعارضة، إلغاء القوانين “المقيدة للحريات” وتشكيل آلية مستقلة لإدارة الحوار الذي تديره حاليا لجنة برئاسة البشير.
وقال البشير إن “اللجنة العليا التي تدير الحوار حاليا(تضم روساء أحزاب وشخصيات قومية) لن يتم حلها بعد انتهاء الحوار بل ستواصل عملها لمراقبة تنفيذ المخرجات.