المصدر / وكالات - هيا
كتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقالا في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، عن الأزمة الليبية، لتبرير تدخله العسكري، ومحاولا استمالة الأوروبيين لدعمه وحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، من خلال تهديدهم بالهجمات الإرهابية وداعش واللاجئين، عشية مؤتمر برلين من أجل السلام في ليبيا.
وقال أردوغان في مقاله إن المجتمع الدولي فشل في الوفاء بمسؤولياته عن إنهاء العنف واستعادة السلام والاستقرار تجاه الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأضاف:"على الرغم من الجهود المبذولة للتوسط والوصول إلى حل سياسي، مثل اتفاق الصخيرات عام 2015، لم يفعل العالم ما يكفي لدعم الجهات الفاعلة المؤيدة للدبلوماسية والحوار في ليبيا. على حد وصفه.
وتابع:"في أوروبا، قسمت القضية.. القارة التي لم تتخذ قرارا بعد بشأن ما يجب القيام به في ليبيا.. ستستضيف ألمانيا، التي تدعم الحكومة الشرعية للبلاد (حكومة الوفاق) والدعاة للدبلوماسية، مؤتمرا للسلام في برلين يوم الأحد".
وتساءل أردوغان:"قد يتساءل البعض لماذا يجب على أوروبا الانخراط في الصراع الليبي في المقام الأول ، بالنظر إلى أن هناك حروبا ومواجهات وأزمات إنسانية أخرى تتكشف في جميع أنحاء العالم؟".
فأجاب أردوغان قائلا إن "فشل الاتحاد الأوروبي، المحتمل، دعم حكومة الوفاق الليبية بشكل كاف، سيكون خيانة لقيمها الأساسية، بما في ذلك الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأكمل أردوغان مهددا أوروبا:"علاوة على ذلك، ستواجه أوروبا مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات إذا سقطت حكومة ليبيا الشرعية (الوفاق)...سوف تجد المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، التي عانت من هزيمة عسكرية في سوريا والعراق، أرضًا خصبة للوقوف على قدميها..إذا استمر النزاع ، فإن العنف وعدم الاستقرار سيشعلان الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا" متهما المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني اللبيبي بأن هناك بعض الجماعات التي تشارك داعش أيديولوجيته تقاتل إلى جانبه.
وتابع: "مع الأخذ في الاعتبار أن أوروبا أقل اهتماما بتوفير الدعم العسكري لليبيا، فإن الخيار الواضح هو العمل مع تركيا، التي وعدت بالفعل بتقديم مساعدة عسكرية". أي أن أردوغان يعرض خدماته لأن يكون الذراع العسكري لأوروبا في ليبيا.
وواصل:"تدعم تركيا بالكامل حكومة ليبيا الشرعية والمدعومة من الأمم المتحدة.. بموجب أحدث اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري، تعهدنا بحماية الحكومة الليبية من المتآمرين بالانقلاب. وفي هذا الصدد، سنقوم بتدريب قوات الأمن الليبية ومساعدتها على مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والتهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد الأمن الدولي". على حد زعمه.
واختتم: "أوروبا تجد نفسها على مفترق طرق. وعند هذا المفترق التاريخي، يجب أن يكون الساعون من أجل السلام شجعان وأن يبذلوا قصارى جهدهم لإنهاء العنف. يمكن لأوروبا الاعتماد على تركيا - صديق قديم وحليف مخلص - لتحقيق هذا الهدف".