المصدر / وكالات - هيا
يتساءل البعض عن مصير موسم الحج، في ضوء إجراءات السعودية الاحترازية بتعليق الدخول إلى المملكة لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا، على خلفية تفشي فيروس كورونا بعدة مناطق.
وعلى الرغم من أن العالم يكافح هذا الفيروس الخطير الذي اتسعت رقعة انتشاره مؤخرا، ويتخذ إجراءات صارمة لوقفه، إلا أن كل الاحتمالات واردة.
وفي هذا الشأن، لفتت دارة الملك عبد العزيز على موقعها في الإنترنت في أكتوبر من عام 2018 إلى أن علماء المسلمين، أكدوا عدم جواز تعطيل الفريضة إلا بموجب أسباب كبرى بينها انتشار الأوبئة.
ولفتت الدارة في منشور قبل نحو عام ونصف العام إلى أن الحج توقف على مر التاريخ 40 مرة، وفق المؤرخين، لأسباب متنوعة منها:
انتشار الأمراض والأوبئة.
الاضطرابات السياسية وعدم الاستقرار الأمني.
الغلاء الشديد والاضطراب الاقتصادي.
غياب الأمن بسبب اللصوص وقطاع الطرق.
وترصد كتب التاريخ الإسلامي 40 مرة توقف فيها موسم الحج منذ أن فرضت ضريبة الحج في العام التاسع للهجرة الموافق 631 ميلادية.
أول هذه المواسم التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا جرى في عام 940 ميلادية، وكان تعطل موسم الحج بسبب هجوم القرامطة وسفكهم دماء حجاج بيت الله، واقتلاعهم بعد مذبحة رهيبة الحجر الأسود ونقله إلى مدينة "هجر" بالبحرين.
وتبعا لذلك، تقول كتب التاريخ إن موسم الحج تعطل بعد واقعة سرقة الحجر الأسود لعدة سنوات، يقال إنها بلغت 10 أعوام، لم تؤد فيها مناسك الحج.
الموسم التالي الذي تعطل فيه الحج جرى في عام 968 ميلادية، ويقول ابن كثير إن هذا الداء انتشر في مكة المكرمة "فمات به خلق كثير، وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج".
وسجلت كتب التاريخ أن المصريين في عام 1000 ميلادية انقطعوا عن الحج في عهد العزيز بالله الفاطمي بسبب شدة الغلاء.
ويذكر المؤرخون أن أهل المشرق ومصر لم يتمكنوا من أداء فريضة الحج في عام 1028 ميلادية.
وتعطل موسم الحج في عام 1030 ميلادية، حيث لم يؤد الفريضة إلا مجموعة من العراق.
وانقطع أهل العراق وخراسان والشام ومصر عن الحج في موسم عام 1039 ميلادية.
ويعزو المؤرخون توقف موسم الحج في عام 1099 إلى اختلاف السلاطين قبل سقوط القدس في يد الصليبيين بخمس سنوات.
ولم يتمكن المصريون من أداء فريضة الحج في عام 1168 بسبب حرب داخلية.
وعقب ذلك ترصد كتب التاريخ، أن موسم الحج بين عامي 1256 إلى 1260 اقتصر على أهل الحجاز ولم يحج أحد من سائر الأمصار.
أما آخر التواريخ التي تعطل فيها الحج جزئيا أو كليا، فيعود إلى عام 1799، حيث توثقت قوافل الحجيج أثناء الحملة الفرنسية لانعدام الأمن على الطرقات.
وكان وزير الحج والعمرة بالسعودية محمد صالح بنتن، قد أعلن أن المملكة "تشرفت بخدمة أكثر من 150 مليون مسلم أدوا مناسك الحج والعمرة خلال السنوات العشر الماضية".
وشدد بنتن على أن إجراء إيقاف قدوم المعتمرين والزائرين مؤقتا هو بمثابة "إجراء احترازي لضمان سلامة ضيوف الرحمن".