المصدر / وكالات - هيا
انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعامل السلطات اليونانية مع اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى حدود اليونان عبر الأراضي التركية، وقال إن الجنود اليونانيين قتلوا اثنين منهم وأصابوا ثالثا بجروح خطيرة أمس الاثنين.
بيد أن الحكومة اليونانية نفت ذلك، وقالت إن قوات حرس الحدود اليونانية لم تطلق أي أعيرة نارية على أي شخص كان يحاول دخول البلاد بطريقة غير نظامية.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس عبر موقع تويتر "إنها معلومات خاطئة بشكل جسيم ومتعمد.. أخبار كاذبة".
من جانبه، أكد الرئيس التركي أن اليونان ملزمة وفقا للقوانين الدولية باستقبال اللاجئين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية أو البلد الذي قدموا منه.
وأضاف أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البلغاري أمس أنه منذ فتح الحدود التركية أمام اللاجئين بلغ عدد المتدفقين نحو الدول الأوروبية مئات الآلاف، وحذر أوروبا من أن هذا العدد قد يصل إلى الملايين.
وقال الرئيس التركي "لا يمكننا إجبار إنسان على ترك بلد وإخراجه قسرا إلى بلد آخر، وهؤلاء الناس يهاجرون من أراضي الدولة التركية بمحض إرادتهم نحو الحدود الأوروبية، وكما تعلمون فإن اليونان ملزمة باستقبالهم دون النظر إلى عرقهم أو دينهم أو مذهبهم أو البلد الذي قدموا منه".
على أبواب أوروبا
ووصل آلاف اللاجئين والمهاجرين -وأغلبيتهم من سوريا ودول شرق أوسطية أخرى وأفغانستان- إلى الحدود البرية لتركيا مع اليونان وبلغاريا العضوتين في الاتحاد الأوروبي منذ أن فتحت تركيا حدودها الأسبوع الماضي للسماح للمهاجرين بالوصول إلى أوروبا.
تشغيل الفيديو
وأكد أردوغان في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة أمس أن بلاده عازمة على "عدم تحمل عبء مستدام لملايين اللاجئين على حدودها والفارين من النظام الظالم والمنظمات الإرهابية"، موضحا أن بلاده تكافح في سوريا من أجل أمن أراضيها وإنهاء الأزمة الإنسانية التي يعاني منها ملايين السوريين.
كما أكد الرئيس التركي أن قوات النظام السوري سيكون مصيرها الهلاك إذا لم تنسحب إلى الحدود التي وضعتها تركيا، مضيفا "منزعجون من تدهور الأوضاع في سوريا إلى هذه الدرجة، والنظام هو المسؤول عما آلت إليه الأمور".
وتابع "تركيا هي التي تستضيف 3.7 ملايين سوري على أراضيها وأكثر من مليون سوري قرب حدودها الجنوبية وليست روسيا أو إيران أو دولة أخرى، فمنذ 9 أعوام ونحن نتحمل أعباء اللاجئين وحدنا".
وأردف "منذ سنوات تدعو تركيا الغرب إلى إنشاء منطقة آمنة في سوريا لإيواء الفارين من ظلم النظام فلم يحرك ساكنا، لكن عندما قررنا فتح الحدود أمام اللاجئين نحو أوروبا بدأت الاتصالات تنهال علينا".
ووضع أردوغان الدول الأوروبية أمام خيارين قائلا "إما أن نوفر لهؤلاء عيشة كريمة على أراضيهم وإما ستتحملون نصيبكم من أعبائهم".
الموقف الأوروبي
وقال المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) فابريس لوغيري في بيان "نظرا إلى التطور السريع على حدود اليونان مع تركيا، قراري هو الموافقة على إطلاق التدخل الحدودي السريع بطلب من اليونان".
وتقضي المهمة بطلب 1500 ضابط وموظفين إضافيين من دول الاتحاد الأوروبي ودول شنغن خلال خمسة أيام، وفقا للبيان.
وأعلنت الوكالة الأحد رفع مستوى التأهب إلى أقصى درجة، ونشرت وحدات دعم لليونان.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلاده تتوقع من تركيا احترام اتفاقها مع الاتحاد الأوروبي بشأن منع المهاجرين من الوصول إلى أوروبا، مضيفا أنه إذا كانت أنقرة غير راضية عن الاتفاق فإنه ينبغي معالجة ذلك من خلال المحادثات.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي تعهد بتقديم مساعدات لتركيا بقيمة 6 مليارات يورو، تم دفع أكثر من نصفها حتى الآن، وتابع "إننا نعايش بالتأكيد حاليا وضعا لا ينم عن فحوى الاتفاقية، ولكننا لا نعايش أيضا فسخا للاتفاقية.. هذه الاتفاقية لها قيمتها".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فكتب في تغريدة مساء الأحد "التضامن الكامل مع اليونان وبلغاريا، فرنسا مستعدة للمساهمة في الجهود الأوروبية لتقديم مساعدة سريعة وحماية الحدود".
بدورها، أبدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير ليين تعاطفها مع تركيا بسبب الصراع الدائر في سوريا، لكنها قالت في مؤتمر صحفي إن قرار أنقرة السماح بدخول المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا لا يمكن أن يكون الرد أو الحل.
ومن المقرر أن تجتمع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيس البرلمان الأوروبي ديفد ساسولي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس غدا على الحدود مع تركيا.
وأكدت رئيسة المفوضية أنها ستجري حوارا مكثفا مع أنقرة لمناقشة "نوع الدعم الذي قد تكون هناك حاجة له".
المصدر : الجزيرة + وكالات