المصدر / وكالات - هيا
أمر قاض بولاية أميركية الشرطة المحلية بالكف عن استخدام أدوات القوة ضد المحتجين على مقتل جورج فلويد، وقال مسؤولون بمدينة مينيابوليس إنهم توصلوا لاتفاق يمنع الشرطة من استعمال تقنية الخنق خلال التوقيف، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة اليوم لمظاهرات حاشدة للتنديد بالعنصرية وبقمع الشرطة للاحتجاجات.
وأصدر قاضي محكمة دنفر الجزئية أمس الجمعة أمرا لشرطة مدينة دنفر بالكف عن استخدام الغاز المدمع والرصاص البلاستيكي وأدوات القوة الأخرى "الأقل فتكا" مثل القنابل الضوئية ضد المحتجين في المدينة.
ويأتي الحكم ردا على دعوى قضائية محلية أقامها يوم الخميس محتجون يشتكون من القوة المفرطة التي استخدمها رجال الشرطة خلال المظاهرات العامة المنددة بوفاة المواطن من أصل أفريقي جورج فلويد يوم 26 مايو/أيار الماضي إثر احتجاز الشرطة له بطريقة أثارت غضبا واسعا، وأدت لاحتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ عقود.
وفي مدينة مينيابوليس حيث قتل فلويد، قال مسؤولون في مجلس المدينة إنهم توصلوا مع ولاية مينيسوتا إلى اتفاق يمنع الشرطة من استعمال تقنية الخنق أثناء التوقيف، وقالوا إن هذا الاتفاق ينتظر موافقة القضاء في الولاية ليصبح نافذا.
وقد شهدت مدينة نيويورك مسيرات احتجاجية تنديدا بما يصفونه بوحشية الشرطة. وقد دان حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو اعتداء شرطيين اثنين على رجل مسن أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مدينة بافالو الواقعة بولاية نيويورك.
وأعلنت الشرطة إيقاف اثنين من عناصرها، وفتحت تحقيقا في الحادث، في حين استقال جميع أفراد وحدة مكافحة الشغب في المدينة احتجاجا على تعليق عمل اثنين منهم.
وفي إنديانابوليس فتحت الشرطة تحقيقا بعد نشر شريط فيديو يظهر أربعة من رجالها على الأقل يضربون امرأة بالهري ويرشونها بكرات الفلفل مساء الأحد الماضي.
وأفادت تقارير إعلامية عدة بأن شرطيي مدينة نيويورك انهالوا الخميس بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكانا يهربون إليه.
مظاهرات اليوم
من ناحية أخرى، يتوقع تنظيم مظاهرات حاشدة اليوم السبت في العديد من المدن الأميركية، ومنها في واشنطن.
وكتبت عمدة بلدية واشنطن موريل باورز عبارة "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماترز) بأحرف عملاقة على الطريق المؤدي إلى البيت الأبيض، قبيل وصول الحشود.
وستنظم اليوم أيضا مراسم تكريم لجورج فلويد في ريفورد بولاية كارولاينا الشمالية، الولاية التي ولد فيها، في أعقاب مراسم تكريم أولى أجريت في مينيابوليس أول أمس الخميس.
وبينما أغلقت سلطات واشنطن شوارع رئيسية تحسبا لمظاهرات ضخمة اليوم، أصدر وزير الدفاع مارك إسبر أوامر بإعادة القوات النظامية التي تم نقلها إلى العاصمة لمواجهة الاحتجاجات إلى قواعدها بشكل فوري.
وأوضح وزير الجيش رايان مكارثي أن قوات من الحرس الوطني ستبقى على أهبة الاستعداد من أجل تقديم المساعدة. وأشار مكارثي إلى أن وزارة الدفاع (البنتاغون) تلقت معلومات من السلطات تتوقع فيها مشاركة نحو مئة إلى مئتي ألف شخص في مسيرة اليوم في واشنطن.
كما أكد المسؤول الأميركي أن فريق المروحية العسكرية التي كانت تحوم على علو منخفض فوق المحتجين بواشنطن الاثنين الماضي تم إيقافه عن العمل، في انتظار نتائج التحقيق الجاري بشأن الواقعة.
اتهامات لترامب
وفي سياق متصل، اتهم وزراء دفاع أميركيون سابقون وعشرات من المسؤولين العسكريين، في رسالة مشتركة، الرئيس ترامب بخيانة القسم والدستور لتفكيره في إنزال الجيش لمواجهة المحتجين. وكان من بين الموقعين وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس.
بالمقابل، دعا الرئيس الأميركي حكام الولايات التي تشهد أعمال عنف خلال الاحتجاجات إلى فرض الهيمنة على الشارع عبر استدعاء الحرس الوطني للمساعدة.
وقال ترامب إنه يجب عدم السماح بحدوث تخريب ونهب المحال التجارية في نيويورك، منتقدا أداء بعض حكام الولايات قائلا "بالنظر إلى النجاحات الكبيرة التي حققناها في مينيسوتا وأماكن أخرى، أقترح على بعض حكام الولايات أن لا يصروا على تعنتهم، كما هي الحال في نيويورك حيث رأيتم ما يحدث، أقترح عليهم عدم الإصرار على موقفهم وإنجاز المهمة، إذ إن ذلك سيجعلهم في وضع أفضل في نهاية المطاف".
خارج أميركا
وخرجت مظاهرة في مدينة سيدني بأستراليا ضد العنصرية وللتضامن مع الاحتجاجات في الولايات المتحدة عقب مقتل جورج فلويد، وحمل المتظاهرون لافتات تندد بما حصل في الولايات المتحدة وتطالب بإحقاق العدالة في هذه القضية.
كما شارك أمس الجمعة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو في مظاهرة ضخمة في العاصمة أوتاوا للتنديد بالعنصرية، وفي مدينة ستراسبورغ جنوبي فرنسا خرجت مساء أمس مظاهرة احتجاجية للتنديد بمقتل فلويد وبالعنصرية وبعنف الشرطة بحق المتظاهرين.
وفي باريس، حظرت الشرطة مظاهرات كان مقررا تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل اليوم، وقالت إدارة شرطة باريس إن قرار الحظر يعزى لمخاوف من اضطرابات اجتماعية، وأخطار صحية ناجمة عن التجمعات الكبيرة في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد.