المصدر / وكالات - هيا
في مقابلة واسعة من المكتب البيضاوي مع صحيفة "ذا فيدراليست" The Federalist المحافظة، الجمعة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن البلاد في خضم "حرب سياسية.. حيث سيستخدم اليسار أي شيء للفوز، بما في ذلك الحرب الثقافية"، إلا أنه توقع أن يفوز بالانتخابات، كما توقع حظره من قبل شركة "تويتر"، قائلا إن هذا الأمر سوف يضر الشركة قبل أن يضره هو نفسه، مؤكداً أن لديه خيارات أخرى، كما امتدح مؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ.
وفي التفاصيل، قال ترمب إنه لاستعادة النظام والفوز في انتخابات 2020، فإن حلفاءه الجمهوريين "بحاجة إلى أن يكونوا أقوى" في الوقوف في وجه مثيري الشغب وأولئك الذين يهدمون التماثيل.
وأضاف ترمب: "عليهم أن يتحدوا كثيراً"، مذكراً باللحظات التي وقف فيها الجمهوريون معاً بشأن العزل وفي معارك حول المرشحين القضائيين، قائلاً: "يجب أن يكونوا أقوى، يجب أن يتوحدوا" أو أن يخاطروا بخسارة سياسياً وأسوأ من ذلك.
وفي حين اعترف ترمب بالمشاهد "الرهيبة" التي دارت في مينيسوتا والتي صاحبت وفاة جورج فلويد، جادل بأن حركة الاحتجاج ذات الصلة بفلويد تحولت منذ ذلك الحين إلى حركة "مناهضة للشرطة، ومطالبات بإلغاء تمويل الشرطة، والحركة المناهضة للولايات المتحدة" التي تعرض المجتمعات الأميركية للخطر.
وقال ترمب إن "الشرطة لا تحصل أبداً على التقدير الذي تستحقه من قبل السياسيين، الضعفاء".
وأشار ترمب إلى أن منظمة "حياة السود تهم" لها أجندة "متطرفة"، كما انتقد عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو لرغبته في إغلاق الجادة الخامسة لرسم شعار المجموعة في الشارع.
وقال ترمب: "على الجمهوريين أن يقاتلوا"، مستشهداً بأيديولوجية المحرضين الأكثر تطرفاً في الشوارع بأنها "شريرة" و"مُثيرة للفتنة".
وأوضح الرئيس أن أهداف أولئك الذين يزرعون بذور الاضطرابات واضحة، حيث ترى قادتهم على شاشة التلفزيون يقولون "أعطونا ما نريد، أو سنقوم بحرق هذا النظام واستبداله"، واصفاً الأمر بأنه: "هذا إرهاب تقريبا".
ويقوم رئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بتنسيق الاستجابة لمعالجة أعمال الشغب العنيفة الجارية، والتي تشمل التواصل مع فرقة العمل لمكافحة الإرهاب ووزارة العدل. ووفقا للمدعي العام بيل بار، هناك أكثر من 500 تحقيق جار حاليا.
وأضاف: "لدينا حاليا حوالي 500 تحقيق، وبالتالي فإن الأمر يسير بسرعة. ونحن ملتزمون بمساءلة الأشخاص الذين شاركوا في هذا".
ومن جانبه، بدا الرئيس محبطاً لأنه كان يُستدعى للتعامل مع المشاكل داخل الولايات التي يمثلها الديمقراطيون والمدن التي يديرها الديمقراطيون.
وقال ترمب: "يجب أن تعرفوا أن الأمر يتعلق بالعمدة، ثم بالحاكم، قبل أن يصل حتى إلى الرئيس"، مشيراً إلى أنه على الرغم من أنه جعل الحرس الوطني متاحًا لاستعادة النظام في العديد من المدن، "إلا أنهم لم يستدعوه".
وقال ترمب، في إشارة إلى سياتل "لكنكم تنظرون إلى مكان مثل سياتل، وإذا اضطررت إلى الدخول إلى هناك، فسوف أفعل ذلك".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يتوقع أن يتم حظره قريباً من قبل "تويتر" - حيث لديه أكثر من 82 مليون متابع - قال ترمب: "نعم، أنا أتوقع ذلك".
ويعتقد الرئيس أن الحظر من البرنامج سيحدث في الخريف قبل انتخابات عام 2020، وهو رأي يشاركه فيه آخرون في البيت الأبيض. بالنسبة لترمب والمقربين منه، فإن رد فعل "تويتر" على تغريدتين حديثتين - بما في ذلك تغريدة حذر فيها مثيري الشغب من خرق القانون - يتم اعتبارها كطلقات تحذيرية.
وقال ترمب: "يقول البعض إنه يجب أن أنضم إلى برنامج بارلر.. ربما، لدينا أكثر من 194 مليون متابع".
وأثنى ترمب على مارك زوكربيرغ من "فيسبوك"، قائلاً إنه كان أكثر انفتاحاً وأقل تحيزاً في معاملته. ولكن بالنسبة لحظر "تويتر": "أتوقع أن يضر بهم أكثر مما يدركون".
وفيما يتعلق بتنظيم صناعة التكنولوجيا الكبيرة، أثار الرئيس احتمال إصلاح المادة 230 من قانون آداب الاتصالات باعتبارها نهجا محتملا للتعامل مع الإحباطات. وقدم تحياته ودعمه للسيناتور جوش هاولي من ولاية ميسوري، الذي يتابع القضية.
وقال ترمب إن "القسم 230 سلاح ذو حدين، ولكن ستكون مشكلة أكبر بكثير بالنسبة لهذه الشركات من مجرد كسرها، لأنّك يجب أن تحارب الدعاوى القضائية طوال الوقت"، مضيفا: "لكنني أريد أن تكون هذه الشركات ناجحة، وأن تكون مقرها هنا في أميركا لأنه إذا ذهبت بعيدا، فإنها في نهاية المطاف تنظر إلى ما تقدمه الصين بدلا من ذلك، وأنا لا أريد ذلك".
ووصف ترمب وسائل الإعلام بأنها "أسوأ من الأخبار المزيفة"، وأعرب عن سخريته من الصحافة الحائزة على جوائز والتي أثبتت في نهاية المطاف أنها كاذبة. وقال ترمب إن "جائزة بوليتزر مزحة.. إعطاء بوليتزر لصحيفة نيويورك تايمز، واشنطن بوست لتغطية خاطئة، وتغطية كاذبة حول التدخل الروسي!! يجب أن يعيدوا هذه الجوائز".
وأعرب ترمب عن ازدراء خاص لمراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" ماغي هابرمان قائلا: "إنها تحب التظاهر، ولديها صورة معي مثل الكثير من الناس، لكنني لم أتحدث معها منذ أكثر من عام وربما لفترة أطول".
وعلى الرغم من مواجهة رياح سياسية معاكسة خطيرة، بالإضافة إلى بعض بيانات استطلاعات الرأي التحذيرية الأخيرة، كان مزاج ترمب واثقاً ومرتاحاً واعترف بالتحدي المتمثل في إثبات قدرته على إخراج البلاد من وباء عالمي وتراجع اقتصادي، وقال إن إعادة انتخابه بدت سهلة "منذ ثلاثة أو أربعة أشهر" قبل أن يضرب وباء فيروس كورونا التاجي.
وقال ترمب: "لقد أثبتنا ما يمكننا القيام به، وخفضنا الضرائب، وغيرنا اللوائح والأنظمة، وأرقام الوظائف وصلت لمستوى قياسي. واعترف بأن المفتاح هو إقناع الناخبين بأنه يستطيع تكرار هذا النجاح". وشدد ترمب على أهمية التعيينات القضائية والمحكمة العليا باعتبارها محورية في إعادة انتخابه في عام 2020.
وفي إشارة إلى جو بايدن، على أنه "حصان طروادة" للسياسة اليسارية، مؤكداً أنه يتوقع تماماً من الجناح اليساري للحزب الديمقراطي السيطرة على الرئاسة الأميركية.
وعلى الرغم من التحديات السياسية الحالية، لا تزال شعبية ترمب الدائمة بين الجمهوريين مصدر قوة للرئيس ويثق في دعمهم.