المصدر / وكالات - هيا
اتخذ جو بايدن زمام المبادرة بعيداً عن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في استطلاعات الرأي الوطنية، لكن حملته قد تكون لديها مشكلات خطيرة مع عدم وجود حماس بين القاعدة الأساسية لحزبه.
والأحد أصدر نائب مدير حملة ترمب، بيل ستيبان، بياناً للجمهور يوضح فيه سبب اعتقادهم أن قائمة الاستطلاعات الأخيرة التي تقضي على فرص الرئيس بإعادة انتخابه كانت غير دقيقة. وقال ستيبان، وبغض النظر عن الاستطلاعات، فإن ترمب في وضع أقوى من المرشح الديمقراطي المفترض، لأن قاعدة الحزب الجمهوري متحدة خلف ترشيحه، وفق موقع بريتبارت.
كما كتب نائب مدير الحملة الانتخابية أن "الرئيس ترمب لديه دعم تاريخي داخل حزبه"، لافتاً إلى أن "الجمهوريين قد كسروا بالفعل إجمالي الأصوات الأولية لشاغلي المناصب السابقين الذين يسعون لإعادة انتخابهم. وعلى النقيض من ذلك، فإن نائب الرئيس السابق جو بايدن وحملته الانتخابية لم يلهما قاعدتهما الخاصة".
وعلى الرغم من أن ستيبان لم يوضح كيف يمكن لترمب الاستفادة من فجوة الحماس المفترضة بينه وبين وبايدن، إلا أن هذه القضية ذات أهمية كبيرة.
مصير هيلاري كلينتون
ففي عام 2016، ساهم انخفاض نسبة المشاركة في التصويت بين الناخبين في قاعدة الديمقراطيين، خاصة الناخبين الملونين، في هزيمة وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، في الهيئة الانتخابية. ويشير عدد من استطلاعات الرأي الوطنية، التي تم إجراؤها الشهر الماضي، إلى أن نفس المصير قد يواجه بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" في منتصف حزيران/يونيو أن بايدن يتصدر ترمب على الصعيد الوطني بفارق 14 نقطة، بنسبة 51% مقابل 41%.
وفي حين بدت هذه الأرقام جيدة بالنسبة لنائب الرئيس السابق، إلا أن أجزاء أخرى من الاستطلاع لفتت إلى أن الناخبين لم يدلوا بأصواتهم لصالح بايدن حباً فيه، بل كانوا يصوتون ضد ترمب.
على سبيل المثال، وجد استطلاع "سي إن إن" أن 70% من الذين يدعمون ترمب قالوا إنهم يفعلون ذلك لأنهم يؤيدون سجل الرئيس، في حين قال 27% فقط إن القرار تأثر بكرههم للمرشح الديمقراطي.
من جهة أخرى، أظهرت أرقام بايدن قاعدة دعم أقل حماساً له. ومن بين المشاركين الذين قالوا إنهم سيساندونه، زعم 37% فقط أن السبب في ذلك كان بسبب خبرة نائب الرئيس السابق، في حين قال 60% إنها طريقة لإظهار معارضة ترمب.
يكافح مع قاعدته
ومع ذلك، فإن قضية الحماس لم تظهر فقط في الاقتراع. ويبدو أن الإقبال على الانتخابات التمهيدية والتكتلات الديمقراطية الأخيرة يشير أيضاً إلى أن نائب الرئيس السابق يكافح مع قاعدته.
ومنذ أن انسحب منافس بايدن الرئيسي، بيرني ساندرز، في أوائل أبريل/نيسان، عقدت 18 ولاية ومنطقة كولومبيا سباقات انتخابية تمهيدية. وفي كل من تلك الولايات، لم يتمكن نائب الرئيس السابق من الحصول على أكثر من 85% من الأصوات، على الرغم من عدم ظهور أي مرشح ديمقراطي آخر بالاقتراع في الولايات. كما فشل بايدن حتى في كسر 75% في عدد من الانتخابات التمهيدية، بما في ذلك ولاية أوهايو (72%) ونيو مكسيكو (73%).
إلى ذلك كانت النتائج الأكثر فقراً في الولايات المتأرجحة، ولاسيما تلك الموجودة بالغرب الأوسط الصناعي. ففي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، حصل بايدن على 79% فقط من الأصوات، على الرغم من أن السباق لا منافس له فيه. وحصل ساندرز، الذي أيد نائب الرئيس السابق منذ تركه للمسابقة، على 18%.
كما تبشر النتائج بشكل عام بأسوأ من ذلك للديمقراطيين مقارنة مع أداء ترمب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية بنسيلفانيا، حيث حصل الرئيس على أكثر من 93% من أصوات الحزب الجمهوري.
وفي المجموع، حصل ترمب على حوالي 934,000 ناخب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، مقارنة بـ914,000 ناخب لبايدن في مسابقة ترشيح الديمقراطيين. وكان نائب الرئيس قد تخلف في البداية عن ترمب بنحو 100 ألف صوت في الانتخابات التمهيدية التي جرت يوم الانتخابات، إلا أن الهامش تقلص بعد فرز جميع بطاقات الاقتراع.
إلى ذلك كانت نسبة بايدن أكثر إثارة للدهشة، حيث أدلى حوالي 440,000 ديمقراطي بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية الرئاسية من الجمهوريين.
كنتاكي ونيويورك
وبدت مشكلة حماس نائب الرئيس السابق أكثر من ذلك، عندما ذهبت ولاية كنتاكي ونيويورك إلى صناديق الاقتراع. وعلى الرغم من أن أياً من الولايات لم تضع اللمسات الأخيرة على نتائج الانتخابات التمهيدية الرئاسية، إلا أن النتائج الجزئية لا تبشر بالخير بالنسبة لبايدن.
ففي نيويورك، يتصدر بايدن حالياً بأكثر من 67% من الأصوات، يليه ساندرز في المرتبة الثانية بنسبة 19%. وفي الوقت نفسه، بولاية كنتاكي، أظهرت النتائج الجزئية فوز بايدن بنسبة 61% تقريباً من الأصوات، في حين حصل ساندرز والمرشحون الآخرون الذين انسحبوا من السباق على ما يقرب من 40% مجتمعين.
ولا يزال السبب الدقيق لقضية بايدن وحماس الديمقراطيين غير واضح. ومن المرجح أن ينبع ذلك من الصعوبة التي يواجهها نائب الرئيس السابق في مغازلة مؤيدي حملة ساندرز الرئاسية الفاشلة. ومنذ أن انسحب الاشتراكي الديمقراطي الذي أيد بايدن، لم يكن الأعضاء السابقون في حركته السياسية راغبين في أن يحذوا حذوه.
كما لخصت السكرتيرة الصحافية لحملة السيناتور، برياهانا جوى، المشاعر بين مؤيدى ساندرز أواخر أبريل/نيسان، قائلة: "لقد دعمت بيرني ساندرز لأنه دعم أفكارا، مثل الرعاية الطبية للجميع، وإلغاء جميع ديون الطلاب، وضريبة الثروة"، مضيفة: "أرفض دعم بايدن، فهو لا يدعم أيا من هذه الوعود".