المصدر / وكالات - هيا
ناشدت قبرص روسيا، أمس الخميس، للمساعدة في نزع فتيل التوتر مع تركيا بشأن التنقيب عن الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط، وهو خلاف محتدم منذ مدة طويلة وتوتر مؤخراً.
وأبحرت سفينة مسح جيولوجي تركية، هي "بربروس خير الدين باشا"، إلى المياه قبالة قبرص في وقت سابق من الأسبوع. واحتجت اليونان الأسبوع الماضي على خطط تركيا لإرسال سفينة أخرى، هي "عروج ريس"، إلى منطقة تقع بين قبرص وجزيرة كريت اليونانية. وعلقت تركيا المشروع لحين إجراء محادثات مع اليونان.
وقال كيرياكوس كوشيوس، المتحدث باسم الحكومة القبرصية، في بيان إن الرئيس نيكوس أناستاسياديس طلب في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس "تدخل الرئيس الروسي لدى تركيا، لإقناعها بوقف جميع الأعمال غير القانونية".
وأضاف كوشيوس: "وعد الرئيس الروسي.. بالتدخل لدى (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان) لوقف تصعيد الأزمة، وأيضاً للدخول في حوار خلاق لحل مشكلة قبرص".
وأضاف: "أكد بوتين أنه يراقب الوضع.. بقلق بالغ ويدعم دائماً حل الخلافات من خلال المفاوضات على أساس مبادئ القانون الدولي". وكشف أن المحادثة الهاتفية استمرت 45 دقيقة.
من جهته، قال الكرملين إنه تمت، خلال المحادثة، مناقشة "القضايا الإقليمية، بما في ذلك الوضع في شرق البحر الأبيض المتوسط، وآفاق التسوية القبرصية"، إلى جانب القضايا الثنائية.
واليونان وقبرص، وهما عضوان بالاتحاد الأوروبي، على خلاف مع تركيا بشأن مطالبات متداخلة بالحق في احتياطيات النفط والغاز البحرية في شرق المتوسط.
وتدهورت العلاقات بين تركيا واليونان إلى مستوى جديد الأسبوع الماضي، بعد إصدار البحرية التركية نشرة تحذيرية حول إجراء عمليات مسح جيولوجي، تكون عادة تمهيداً للتنقيب عن النفط والغاز، في مياه قالت اليونان إنها تابعة لها. ويختلف البلدان بشأن حدود الجرف القاري لكل منهما.
وطلب أردوغان لاحقاً وقف أي عمليات للدخول بمفاوضات مع اليونان. لكن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال إن لبلاده الحق في التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط.
من جهتها، اعتبرت اليونان أن تركيا اتخذت خطوة إيجابية بوقف خطط عمليات المسح بين قبرص واليونان، لكنها قالت إنها قلقة لأن العمليات حول قبرص لم تتوقف.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات على كبار المسؤولين في شركة البترول التركية بسبب الحفر في المياه القبرصية. من جهتها، حثت الولايات المتحدة تركيا على وقف جهود الحفر "الاستفزازية" التي تثير التوترات الإقليمية.
وعلى الرغم من الإشادة بتعليق تركيا للبحث عن الغاز في جنوب بحر إيجه، وصف المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتاس، الخميس، تصرفات السفن التركية بأنها "استمرار ملموس للسلوك غير القانوني لتركيا".
كما قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، لقناة "انتينا" التلفزيونية إن أثينا ستستجيب لدعوة جمهورية قبرص للدعم، بما في ذلك دعم فرض عقوبات أوروبية إضافية على تركيا.