المصدر / وكالات - هيا
اعتقلت الشرطة في بيلاروسيا عددا من المحتجين الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجا على سياسات الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتجه للفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأحد.
وخرج أنصار المعارضة إلى شوارع العاصمة مينسك ومدن أخرى، مرددين هتافات ضد لوكاشينكو الذي يتولى الرئاسية منذ 26 عاما، وأفادت وسائل إعلام بوقوع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، في حين انضم عناصر من قوات مكافحة الشغب في مدينة خودينو إلى صفوف المحتجين.
وكانت لجنة الانتخابات المركزية قد أعلنت تقدم لوكاشينكو في الانتخابات على منافسيه بـ82% من الأصوات، بحسب نتائج أولية لفرز الأصوات في 5 مناطق من أصل 7.
وتأتي هذه الانتخابات في ظل أوضاع سياسية داخلية مشحونة، وتوتر خارجي عنوانه خلافات مع الحليفة روسيا.
ويحكم لوكاشينكو البلاد منذ عقدين ونصف، ويوصف حكمه بأنه قبضة من حديد، ويراهن على البقاء في السلطة، كما يواجه اتهامات من خصومه بالتضييق على الحريات والتلاعب بالنتائج.
ويقول المحلل السياسي يفغيني براغيرمان للجزيرة "إن مشكلة النزاهة لطالما صاحبت الانتخابات في روسيا البيضاء، لا أعتقد أن تغييرا كبيرا سيحدث هذه المرة، هناك تنام لنشاط الحراك السياسي داخل المجتمع، وأرى أن البلاد تنتظرها تحديات عسيرة بعد الانتخابات".
وتستبعد المعارضة أن تنتهي حملة التضييق عليها بعد الانتخابات كما تقول، وتلوح بورقة الشارع المتزايدِ حراكه أخيرا، مما يبقي وفق مراقبين الباب مفتوحا أمام سيناريوهات عديدة، بينما تراهن السلطات على ثنائية الأمن والاستقرار.
يجري كل ذلك بعيدا عن أعين منظمات وهيئات ودول امتنعت عن إيفاد مراقبيها، ولا تعترف عادة بشرعية الانتخابات في روسيا البيضاء، بينما مثل رابطة الدول المستقلة وفد برلماني لمراقبة العملية.
وعلى وقع المشاكل الاقتصادية والانقسام السياسي الداخلي، تقف البلاد على مفترق طرق، وأعين قوى إقليمية ودولية كبرى تراقب عن كثب ما حدث وما قد يحدث بعد انتخابات وصفت بالاستثنائية.
اعلان
ولم تعش روسيا البيضاء منذ تفكك الاتحاد السوفياتي ثم وصولِ لوكاشينكو إلى الحكم، بوادر حدوث تغيرات سياسية كما هو الحال اليوم. وبينما يربطها البعض بأدوار وتدخلات خارجية، يصر آخرون على أن التغيير أساسه نهج سياسي داخلي عام، بعيدا عن أسماء بعينها.