المصدر / وكالات
تتجه منظمة "أوبك"، وعلى رأسها السعودية التي تمثل أكبر وأهم المنتجين، إلى تحقيق أهدافها ومصالحها النفطية قبل نهاية العام الحالي 2016، بما يؤدي إلى تعافي الأسعار وانتعاش السوق مع الحفاظ على الحصة السوقية لأعضاء "أوبك"، حيث ثمة العديد من المؤشرات التي تعزز احتمالات تعافي السوق سريعاً، خاصة بعد الاتفاق الرباعي الذي جمع كلاً من السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر وانتهى إلى الاتفاق على إبقاء الإنتاج عند مستوياته الراهنة.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعاً قوياً في تداولات الأربعاء بعد يوم واحد على جلوس كل من وزير النفط السعودي مع نظيره الروسي، في اجتماع لتنسيق السياسات النفطية هو الأول من نوعه منذ 15 عاماً، حيث إن المملكة هي أكبر وأهم المنتجين في منظمة "أوبك"، بينما روسيا هي أكبر منتجي النفط خارج المنظمة الدولية.
وقفزت أسعار الخام بصورة قياسية الأربعاء حيث تجاوزت مكاسب خام "برنت" مستوى الـ8% عندما تجاوز سعره 34.60 دولار للبرميل، فيما لامست مكاسب الخام الأميركي مستوى الـ7% متجاوزاً مستوى 33.20 دولار للبرميل، وسط توقعات بأن تواصل الأسعار الارتفاع خلال الفترة المقبلة مع استمرار العديد من المؤشرات الداعمة لارتفاع الأسعار على الرغم من تمسك دول منظمة "أوبك" بحصتها السوقية.
واستعرض المحلل الاقتصادي المتخصص بالسلع والمعادن ليام دايننج في مقال نشرته وكالة "بلومبرغ" العديد من المؤشرات والبيانات التي تدعم ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، حيث أشار إلى أن "الطلب العالمي على النفط ارتفع بشكل جيد خلال العام الماضي2015 وبواقع 1.6 مليون برميل يومياً، فيما ارتفعت إمدادات النفط العالمية بواقع 1.2 مليون برميل يومياً، ما يعني بقاء الزيادة في الطلب أكبر من الزيادة في الإمدادات".
ورأى دايننج أن الاتفاق الرباعي الذي توصلت له كل من السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر "ربما لن يؤدي الى تخفيف الضغوط على أسواق النفط بشكل فوري، لكنها ستفيد السوق على المدى الطويل"، مشيراً الى أن التوقعات تشير الى هبوط في انتاج النفط الأميركي بواقع 700 ألف برميل يومياً، وذلك في الربع الثالث من العام الحالي 2016.
يشار إلى أن وزير البترول السعودي علي النعيمي قال في أعقاب الاجتماع مع نظيره الروسي إن تجميد الإنتاج عند مستويات يناير ملائم، وأن السوق هي التي تحدد أسعار النفط، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي يمكنه التأقلم مع أسعار النفط الحالية دون أي مشكلة، وأضاف: "سندرس في الأشهر القليلة القادمة الخطوات التالية لإعادة الاستقرار للسوق".