المصدر / وكالات
احكى لكم اليوم موقف من المواقف العظيمة و الكثيرة من حياة الرسول صلى الله علية و سلم خاتم النبيين و المرسلين و رحمة الله للعالمين . موقف عظيم يمس صفة كريمة جدا فى الانسان و هى صفة الايثار . فالمسلم الحق هو من يتميز بالايثار و يبتعد عن كل انانية و اثرة . قال رسول الله صلى الله علية و سلم :” لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ” صدق رسول الله صلى الله علية و سلم رواه البخارى و مسلم . و من ثم فيجب على كل مسلم يتقى الله ان يتعاون مع اخوته على طاعة الله و تقواه و ان يساعدهم و يعينهم على طاعة الله و ايضا على حوائج الدنيا و صعابها وان يدعو لهم بظهر الغيب وكلنا نعلم فضل دعاء المسلم لاخيه المسلم بظهر الغيب . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك مؤكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل ” .
واليوم احكى لكم موقف جميل من حياة الرسول صلى الله علية و سلم يتجلى فيه عظمة الايثار و التضحية من اجل سعادة الاخرين و مدى قدسية هذة الصفة الكريمة و كم يحبها الله و رسوله صلى الله عليه و سلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن مامعنا إلا الماء اى انه قد اتى ضيفا الى النبى صلى الله عليه و سلم و اراد النبى الكريم ان يضيفه فبعث الى نسائة حتى يحضرن له ما تيسر من المأكل و المشرب ، فقال صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا ؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته اى عرض النبى صلى الله عليه و سلم على اصحابه ان يضيفو هذا الرجل و بالفعل قد اختار احد من الانصار ان يقوم بتلك المهمة فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت ماعندنا إلا قوت صبياني فقال: هيئي طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنهما يأكلان، فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ضحك الله الليلة وعجب من فعالكما، فأنزل الله {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}» رواه البخاري.